لندن - "الحياة" أظهر قادة الدول الفقيرة تضامناً لإسماع وجهات نظرهم في قضايا عدة تنعكس مباشرة على الأوضاع في بلدانهم. وطالبوا في ختام قمة ال 77 في هافانا، ليل الجمعة - السبت، بمشاركة اكبر في تقرير طبيعة النظام الاقتصادي العالمي. وألحوا على وجوب تقديم مقدار أكبر من المساعدات الى شعوبهم ورفع مستوى التبادل التجاري بين دولهم والغرب. وكان الشعار الأبرز للقمة بمثابة دعوة وجهتها الدول الپ122 المشاركة فيها، الى اقامة "نظام عالمي جديد وعادل وديموقراطي" يسمح بردم الهوة بين أغنياء العالم وفقرائه. وطلبت القمة التي تجمع الدول الواقعة جنوب الكرة الارضية حيث ينتشر الفقر عموماً، من الدول الصناعية والمؤسسات المالية الدولية التي تتركز في الشمال، اتخاذ سلسلة من "الاجراءات العاجلة والكفيلة بالقضاء على الجوع والأمية والمرض والفقر" في "العالم الثالث". ولم يحقق القادة المشاركون في القمة ما كان يرغب فيه مضيفهم الزعيم الكوبي فيديل كاسترو الذي اقترح "هدم" صندوق النقد الدولي وإلغاء الديون الخارجية للدول النامية. لكن موقف القمة لم يكن بعيداً عن ادانة كاسترو المتكررة للنظام الاقتصادي العالمي الذي وصفه بأنه "شكل من أشكال التمييز العنصري، يفرض على بلايين البشر العيش في فقر". وبدا ان القادة المشاركين في القمة توصلوا اخيراً الى "الوصفة السحرية" الكفيلة بحل مشكلاتهم وهي "تعاون دولهم مع بعضها بعضاً" ونبذ حروبها الداخلية والاقليمية. غير ان هذه الدول بدت عاجزة عن تحقيق التضامن من دون ازاحة "شبح" سياسات السوق الحرة التي تطالبهم بها الدول المقتدرة. وفي هذا الاطار، اعرب المشاركون في القمة عن رفضهم تدخل بعض العواصم في سياسات دولهم. وخصّوا ليبيا بلفتة إذ طالبوا مجلس الامن برفع كل العقوبات الاقتصادية التي فرضها عليها.