بمجرد رفع العلم الأمريكي فوق سفارة الولاياتالمتحدة في هافانا للمرة الأولى منذ عام 1961؛ أعلنت واشنطن أنها لن تتوقف عن «المطالبة بالتغيير والديمقراطية» في كوبا. ودعا وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، المسؤولين والشعب في كوبا إلى «تطبيق ديمقراطية حقيقية في إطار من العدالة الاقتصادية والاجتماعية». وقال إن «على القادة هنا أن يعلموا أننا سنبقى دائماً مناصرين للمبادئ الديمقراطية والإصلاح». وكرر كيري معارضة إدارة رئيسه، باراك أوباما، إبقاء الحظر الأمريكي المفروض على كوبا منذ عام 1962، لكنه أشار إلى مسؤولية الكونغرس عن أي قرار من هذا النوع. وأثارت زيارة الوزير غضب الجمهوريين المسيطرين على الكونغرس، ومن بينهم المرشحان للوصول إلى البيت الأبيض في العام المقبل ماركو روبيو وجيب بوش. وانتقد روبيو غياب معارضين كوبيين عن مراسم رفع العلم. وأبلغ محطة «فوكس نيوز» قائلاً «حين يتظاهر المدافعون عن الديمقراطية في كوبا، تتم محاصرتهم ويُعتقَلون ويتعرضون للضرب، أحدٌ منهم لم يدع إلى المراسم». وبالتزامن؛ أعرب معارضون كوبيون عن قلقهم من التقارب بين واشنطن وهافانا خشية تخلي الأولى عنهم. بدوره؛ لاحظ كيري أن قطع العلاقات بين الدولتين فضلاً عن الحصار الاقتصادي فشلا في إجبار الجزيرة الشيوعية على القيام بإصلاحات «لذا كان هناك ضرورة لاتباع مسار آخر». وتوقع، في تصريحاتٍ لصحفيين رافقوه، الاصطدام بعقبات على الطريق «لكنها البداية». ويتضمن جدول زيارة الوزير، وهي الأولى من نوعها منذ عام 1945، التقاء معارضين كوبيين وجولة في المنطقة التاريخية في هافانا. لكنه لن يلتقي رئيس هذه البلد، راؤول كاسترو، أو شقيقه الزعيم التاريخي للثورة، فيديل كاسترو. وبعد نحو 8 أشهر من الإعلان المتزامن عن عودة العلاقات بين البلدين؛ سلَّم 3 عناصر سابقين من المشاة البحرية الأمريكية «المارينز» علم بلادهم إلى 3 من زملائهم الشباب الذين رفعوه صباح أمس فوق سفارة بلادهم في كوبا. وكان العناصر الثلاثة السابقون أنزلوا العلم في الموقع ذاته قبل 54 عاماً. في السياق ذاته؛ اعتبر فيديل كاسترو، في نصٍّ نُشِرَ أمس الأول بمناسبة بلوغه ال89 عاماً، أن الولاياتالمتحدة مدينة لبلاده بمبالغ كبيرة تعويضاً عن الحظر الاقتصادي الذي فرضته عليها منذ عام 1962. وشدد كاسترو على «أحقية الكوبيين في تعويضات تعادل قيمة الأضرار البالغة ملايين الدولارات». ولم يحدِّد زعيم الثورة قيمة المبالغ التي يتحدث عنها، إلا أن هافانا قدَّرت في سبتمبر الماضي تكلفة الحصار ب 116 مليار دولار. أما الولاياتالمتحدة فتقول إن كوبا مدينة ب 7 مليارات دولار لمواطنين أمريكيين صادرت ممتلكاتهم بعد وصول فيديل إلى السلطة في عام 1959. وستستغل الحكومة الكوبية زيارة كيري لتطالب برفع الحصار الاقتصادي الذي فرضه الرئيس الأمريكي الراحل، جون كينيدي. وترغب إدارة أوباما في رفع الحظر، لكن الأمر متوقف على الكونغرس الذي يسيطر عليه جمهوريون يعارض كثيرٌ منهم هذه الخطوة، معتبرين أنها ستكون بمنزلة مكافأة للشقيقين كاسترو.