هافانا - رويترز - اعتاد نظام الزعيم الكوبي فيدل كاسترو على ارسال أسلحة وجنود الى الخارج في محاولة لنشر ثورة اشتراكية على النمط الكوبي وردع "الاستعمار" بالقوة. وبعد انتهاء الحرب الباردة، اصبحت هافانا تصدر أطباء الى الخارج في مهام انسانية وهو أسلوب سلمي جديد تنتهجه لتوصيل مبادئها الاشتراكية عبر خدماتها الطبية، الى مختلف أنحاء العالم الثالث. وتدير كوبا برنامجاً طبياً ضخماً ل"خدمة الانسانية" يشرف عليه كاسترو شخصياً ويضم أكثر من الف عامل في مجال الطب يشتغلون مجاناً في أرجاء نائية في الكاريبي وأميركا الوسطى، دمرتها الأعاصير عام 1998 . واستمراراً لسياسة التضامن التقليدية، يعمل عدد مماثل من المتطوعين في مناطق افريقية نائية حيث قاد الثوري الكوبي الاسطورة ارنستو تشي غيفارا قوات كوبية لدعم حركات التحرر والنضال الوطني. وبعد سيول وانجرافات طينية مدمرة قتلت أكثر من عشرة آلاف شخص في فنزويلا في كانون الاول ديسمبر الماضي، أرسلت كوبا أكثر من 450 طبيباً الى منطقة الكوارث. وفي كوبا، افتتحت هافانا المدرسة الاميركية - اللاتينية للعلوم الطبية والتي تتيح التدريب المجاني لآلاف الطلبة الفقراء في المنطقة لخدمة التجمعات السكانية المهملة في بلادهم. ويأتي عدد كبير من الطلبة من مناطق قام فيها غيفارا ومناضلون استوحوا أفكاره بمحاولة نشر الثورة، مثل بوليفيا حيث قتل هذا الثوري الارجنتيني المولد عام 1967. وخلال افتتاح المدرسة في تشرين الثاني نوفمبر الماضي، قال كاسترو للطلبة: "انتم رسل لقيام عالم أكثر انسانية. نريد ان يستوعب الطلبة العقيدة نفسها التي يؤمن بها أطباؤنا: الاخلاص التام لعملهم النبيل في المستقبل، لأن الطبيب يشبه الراعي أو الكاهن أو المبشر، مناضل من أجل الصحة النفسية والبدنية ومن اجل حياة افضل". وأشادت دول متلقية لهذه الخدمات بأريحية كاسترو الذي يحب تسمية هافانا "عاصمة الانسانية". وقال وزير خارجية زامبيا كيلي والوبيتا مشيدا بقرار هافانا ارسال مزيد من الاطباء الكوبيين الى بلاده اضافة الى نحو ألف طبيب كوبي يعملون هناك: "اثبتت كوبا انها صديق حقيقي". ومثل عدد كبير من مسؤولي العالم الثالث، أكد والوبيتا معارضة زامبيا للعقوبات التي فرضتها الولاياتالمتحدة على كوبا. لكن خصوم كاسترو يقولون ان هافانا تستخدم الاطباء اداة لدعاية رخيصة ومبعوثين للشيوعية يحاولون عن طريق عملهم اضفاء مصداقية على نظام سياسي ديكتاتوري. ويسمي البعض هذه السياسة "ديبلوماسية الاطباء". كما يشير منتقدون الى نقص الامكانات الطبية في كوبا نفسها. ويتساءلون: "كيف تستطيع حكومتها تمويل هذا البرنامج في الخارج بينما لا تجد موارد كافية لعلاج شعبها". ويقول وزير الصحة الكوبي كارلوس دورتس انه يوجد أكثر من 3140 عاملاً طبياً كوبياً في الخارج يشتغلون في 58 دولة، منذ نهاية عام 1999.