دعا رئيس الوزراء بولند أجاويد، الذي يلتزم بيته منذ خمسة أيام بسبب وعكة صحية، شريكيه في الحكومة مسعود يلماز وبهشلي إلى لقاء طارئ مساء أمس للاتفاق على مرشح للائتلاف لكي لا يدب الخلاف بينهم خلال التصويت كما حدث يوم الاقتراع على إعادة انتخاب سليمان ديميريل لولاية جديدة، مما أحرج الائتلاف أمام البرلمان، وبدا كأنه على وشك الانهيار والانقسام. وفيما يتحاشى زعماء الأحزاب الاعلان عن اسماء مرشحيهم، خرج قائد الأركان العسكرية الفريق أول حسين اوغلو عن صمته ليؤكد على ضرورة أن يكون الرئيس الجديد نظيف الكف، لم يتورط سابقاً في أي فضيحة مالية أو إدارية، قاطعاً بذلك الطريق على ترشيح مسعود يلماز الذي تعرض لاتهامات بوجود علاقة بينه وبعض رجال المافيا، وهي الفضيحة التي اسقطت حكومته في ذلك الوقت. وقال رئيس الأركان إن الفساد هو الخطر الثاني بعد الراديكالية الدينية والتعصب الطائفي، في إشارة أخرى إلى رفض مرشح عن حزب الفضيلة الذي يسود العلاقات بينه وبين الجيش توتر واضح. وينص الدستور التركي على ان الرئيس ينتخبه البرلمان وليس الشعب، ولذلك يفضل أجاويد انتخاب أحد أعضاء البرلمان، ويرفض ترشيح شخصية من خارجه. كما يرفض فكرة ترشيح شخصية عسكرية ولو متقاعداً، لأن ذلك سيؤثر في صورة تركيا لدى أوروبا التي تدعو أنقرة إلى عزل الجيش عن السياسة. كما يرى أجاويد أيضاً أن رئيساً من حزب الحركة القومية قد يواجه انتقادات أوروبية على غرار تلك التي لقيها زعيم حزب الأحرار النمسوي قبل أشهر. لكن أجاويد، الذي حدد المرفوض، لم يفصح عن الاسم الذي يدور في باله على رغم من تصريحه أن لديه خطة عمل لاختيار مرشح يلقى تأييد أحزاب البرلمان سيكشف عنها قريباً.