} يتوقع ان يكلف الرئيس التركي سليمان ديميريل الزعيم اليساري بولند أجاويد تشكيل حكومة جديدة بعد الانتخابات. ويبدو ان خيارات أجاويد ستكون محصورة في أتراك الحركة القومية وحزب الوطن الأم، فيما يتفرغ الفضيلة الى قيادة المعارضة، ويستفيد حزب "الطريق القويم" من "استراحة لمراجعة حساباته"، بعد الخسارة التي مني بها. بعد افتتاح الدورة البرلمانية الحادية والعشرين في تركيا أمس الأحد، يتوقع ان يكلف الرئيس سليمان ديميريل اليوم زعيم حزب اليسار الديموقراطي بولند أجاويد بتشكيل الحكومة الجديدة، بعدما أتم مشاوراته مع زعماء الاحزاب الخمسة الممثلة في البرلمان وسألهم عن تصوراتهم واقتراحاتهم حول تشكيل الحكومة المقبلة. وفضل أجاويد عدم التعليق على لقائه بديميريل حتى يقوم الأخير بتكليفه رسمياً بتشكيل حكومة، إلا ان زعيم حزب الفضيلة الاسلامي رجائي كوتان اكد لديميريل ضرورة تشكيل حكومة ائتلافية متجانسة تستطيع ان تخدم البلد من دون الانشغال في مشاكلها الداخلية، في اشارة الى معارضته حكومة تجمع أجاويد اليساري بالزعيم القومي دولت باغجلي، نظراً الى وجود فرق شاسع في توجهات حزبي الأخيرين. ورغم ان أجاويد يدرك هذا الفرق جيداً إلا أنه يبدو مدفوعاً الى الحوار مع القوميين باعتبارهم ثاني أكبر حزب في البرلمان ولأن الخيارات امامه قليلة لتشكيل ائتلاف حكومي متماسك. وكان أجاويد رفض قبل اجراء الانتخابات الحوار مع حزب الفضيلة، في وقت يحول الخلاف المستحكم بين مسعود يلماز وتانسو تشيلر دون جمعهما في حكومة واحدة. ولا يبقى أمام أجاويد سوى الحركة القومية التي سارع زعيمها باغجلي بعد صدور نتائج الانتخابات الى القول ان على حزبي الفضيلة والطريق القويم بزعامة تشيلر ان يبقيا في المعارضة بسبب التراجع في شعبية حزبيهما. وأشار باغجلي في حينه الى ان الساحة السياسية لن تتسع لأكثر من حزبه وحزب اليسار الديموقراطي وحزب الوطن الأم بزعامة يلماز. ويزيد الأمر تعقيداً رفض زعماء الاحزاب جميعها دعم أي حكومة أقلية في البرلمان، ما يعني ضرورة تشكيل حكومة ائتلافية من ثلاثة أحزاب على الأقل حتى تحصل على الغالبية اللازمة وهي 276 مقعداً من أصل 550 معقداً في البرلمان. وفي سعيه الى تضييق الحصار على أجاويد، أعلن باغجلي قبل يومين انه يرفض الدخول في أي حكومة لا يشارك فيها أجاويد وانه يفضل في تلك الحال، البقاء في المعارضة، فيما يتخوف أجاويد من ان يؤدي بقاء القوميين في المعارضة الى ازدياد شعبيتهم. وفي المقابل فإن مشاركة القوميين في الحكومة سيؤدي الى تقليم أظافرهم وبردِ أنيابهم حتى يظهروا بالصورة التي تليق بتركيا، وان كان ذلك على حساب شعبية أجاويد الذي ترفض قاعدته الحزبية التعاون مع الحركة القومية وترى فيها مثالاً للفاشية. ولذلك فإن المرجح ان يتحرك أجاويد من منطلق "مجبر أخاك" ويمد يده للقوميين على ان يمنحهم وزارات ثانوية في حكومته ويحرمهم الوزارات الحيوية، ليضمن سيطرته على الحكومة بكاملها. وهذا هو السيناريو الذي يبدو أكثر قبولاً لدى الأطراف جميعها، خصوصاً بعدما أشارت تشيلر الى ان حزبها قد "يبقى في المعارضة ليراجع حساباته من جديد"، وبعد "زلة لسان" من كوتان الذي قال ان الرئيس ديميريل وعده بأن يلتقي به مستقبلاً بشكل دوري بصفته زعيماً للمعارضة. ويشير ذلك ايضاً الى ان الحوار في القصر الجمهوري تركز حول حكومة برئاسة أجاويد يشارك فيها القوميون ومحازبو يلماز، من دون مشاركته شخصياً. إلا أن ذلك لن يكون نهاية المطاف، فالتقارير الصحية عن أجاويد لا تبشر بالخير، وهنالك ادعاءات قوية ان حاله الصحية سيئة وان صراعه مع سرطان البروستات الذي يعاني منه بلغ مرحلة متقدمة، والمعضلة في ان حزبه اليساري الديموقراطي يخلو من أي مرشح للزعامة، ما يجعل مصير الحزب رهناً بأجاويد وبقائه على قيد الحياة.