أنقرة، روما - أ ف ب، رويترز - كلّف الرئيس التركي سليمان ديميريل زعيم حزب اليسار الديموقراطي بولند أجاويد تشكيل حكومة في البلاد خلفاً لرئيس الوزراء المستقيل مسعود يلماز. وتجاوز ديميريل بذلك التقليد المتبع بتكليف زعيم الكتلة الأكبر في البرلمان تشكيل الحكومة، رغبة منه في تفادي عودة الإسلاميين إلى السلطة. ويمثل حزب أجاويد الكتلة الخامسة في البرلمان، حيث يحتل "الفضيلة" بزعامة رجائي قطان أكبر عدد من المقاعد، لكن يؤخذ عليه أن قام على أنقاض حزب "الرفاه" الذي حله القضاء لنشاطاته المناهضة للدستور العلماني في البلاد. وقال أجاويد 73 عاماً، إثر لقاء مع ديميريل استمر 45 دقيقة أمس، إن "الرئيس أسند إليّ واجب تشكيل الحكومة وسأحاول أن اشكلها في أقرب وقت وبطريقة تمكنها من الحصول على ثقة البرلمان". واعترف مراقبون في أنقرة بأن أجاويد سيواجه صعوبة في ايجاد تحالف يؤمن له الفوز بغالبية كافية في البرلمان، وهو يحتاج في هذه المهمة إلى مساندة حزبين علمانيين رئيسيين هما: "الطريق القويم" بزعامة تانسو تشيلر و"الوطن الأم" الذي يتزعمه يلماز. وكان زعيم "الوطن الأم" سقط في امتحان الثقة بعدما سحب حزب "الشعب الجمهوري" بزعامة دنيز بايكال تأييده له في 25 الشهر الماضي، نتيجة اتهامه بإقامة علاقات مع المافيا. ويشكل حزب بايكال القوة الرابعة في البرلمان. وأكد أجاويد أنه سيباشر اليوم مشاوراته مع الزعماء السياسيين، فيما رأى مراقبون أنه سيحاول التوفيق بين العدوين اللدودين: تشيلر ويلماز لايجاد تحالف حكومي قادر على الاستمرار حتى موعد الانتخابات العامة المقررة في نيسان ابريل المقبل. ورأت مصادر ديبلوماسية في تركيا أمس أن أجاويد سيجد صعوبة في إقناع تشيلر بالدخول في تحالف حكومي قبل أشهر من الانتخابات، حتى لا يفقدها ذلك تعاطف الناخبين الذين تصوت غالبيتهم لمصلحة "الفضيلة". وكان أجاويد نائباً لرئيس الوزراء في الحكومة السابقة وعضواً في الائتلاف الحكومي الذي قاده يلماز. وهو سبق وأن تولى رئاسة الوزراء في 1973 و1978 و1979. وهو الذي اعطى الجيش التركي الغطاء السياسي للتدخل في قبرص عام 1974 وكان يرأس في حينه ائتلافاً مع حزب "الانقاذ الوطني" بزعامة نجم الدين اربكان زعيم "الرفاه" ورئيس الوزراء الإسلامي السابق الذي استبعدته القوى العلمانية من الساحة. اوجلان على صعيد اخر يناقش وزير الخارجية الايطالي لامبرتو ديني ونظيره التركي إسماعيل جيم قضية زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان في اجتماع يعقدانه على هامش الدورة نصف السنوية لوزراء خارجية حلف شمال الأطلسي في بروكسيل الثلثاء المقبل. ويأتي الاجتماع عشية مناقشات وزراء العدل الأوروبيين لقضية اوجلان وكانت وزيرة العدل الألمانية هيرتا دوبلر - غميلية قالت إنها ناقشت قضية أوجلان مع نظيرتها الفرنسية ايزابيل غيغو واتفقتا على استكمال المحادثات مع نظرائهما الأوروبيين للبحث في تشكيل محكمة دولية لمحاكمة أوجلان.