استبقت الجرافات الاسرائيلية اجتماع رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك بالرئيس الاميركي بيل كلينتون في واشنطن وشرعت بتمهيد مزيد من اراضي هضبة الجولان السورية المحتلة لبناء عشرات الوحدات الاستيطانية الجديدة في اشارة اسرائيلية تهديدية واضحة لسورية الى ما سيحصل في حال انسداد جميع المنافذ لاستئناف المفاوضات بين الجانبين. وفي الوقت الذي حطت فيه طائرة باراك في واشنطن، بدأت الجرافات الاسرائيلية عملها في مستوطنة كتسرين في الجولان لبناء 100 وحدة استيطانية جديدة كان المستوطنون طالبوا في السابق باقامتها. وتحول "الحمائمي" حاييم رامون الوزير في مكتب باراك الى "صقر" بشكل مفاجئ وحاول تبرير حملة الاستيطان الجديدة في الاراضي السورية المحتلة "بعدم رغبة سورية في السلام". وقال رامون في تصريحات للاذاعة الاسرائيلية أنه بعد أن تبين أن سورية لا تريد السلام يجب الافساح في المجال أمام التوسع والبناء، مضيفا أن دمشق "تفضل الحفاظ على مصالحها في لبنان على صنع السلام". وفي المقابل، سارعت مصادر سياسية الى نفي تصريحات رامون بشأن استئناف عمليات الاستيطان في الجولان. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية عن مصادر في حاشية باراك في واشنطن قولها أن سياسة اسرائيل في ما يتعلق بالاستيطان في الجولان "كما هي ولم يطرأ عليها تغيير". وقال وزير التعاون الاقليمي الاسرائيلي شمعون بيريز أن "الغموض" يكتنف فرص استئناف المفاوضات مع سورية، مشيرا الى ان اسرائيل "قطعت شوطا بعيدا للغاية مع السوريين" الا ان هؤلاء لا يريدون التوصل الى سلام. الى ذلك، ا ف ب، ابدى باراك حذرا اول من امس حيال فرص نجاح اجتماع القمة بينه وبين الرئيس الاميركي في تحقيق نجاح كبير في المفاوضات مع الفلسطينيين او مع سورية. وقال مسؤول كبير يرافق باراك في الطائرة التي اقلته الى واشنطن وتوقفت مساء الاثنين في مطار ستانستيد في بريطانيا: "لا يمكن ارغام اي كان على توقيع اتفاق"، مضيفا ان "المسألة هي ان نعرف الى اي حد سيبدي الطرفان مرونة ولكن ليس هناك من تأكيد على توقيع اتفاق في ايار مايو" المقبل. وكان هذا المسؤول الكبير الذي فضل عدم الكشف عن هويته، يلمح الى الاتفاق الاطار حول الوضع النهائي للاراضي الفلسطينية الذي تعهد الطرفان توقيعه حتى منتصف ايار مايو المقبل. واضاف: "ستكون هناك عملية مساومة وهذا امر طبيعي ولكن يتوجب على الطرفين ابداء المرونة"، مشيرا الى ان للولايات المتحدة "دورا مهما تلعبه في حمل الفلسطينيين على توقيع اتفاق". يذكر ان الرئيس كلينتون سيلتقي الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات في واشنطن في العشرين من نيسان ابريل الجاري. واعتبر هذا المسؤول الاسرائيلي مع ذلك ان "من السابق لاوانه" ان تقدم الولاياتالمتحدة وثيقة عمل بنقاط الاتفاق والخلاف بين الاسرائيليين والفلسطينيين. و اشار هذا المسؤول الى ان اجتماع كلينتون - باراك يرمي بشكل خاص "الى تبادل المعلومات بين الطرفين" وسيتركز على المسألة الفلسطينية والانسحاب الاسرائيلي من جنوبلبنان. واضاف: "لا يجوز ان تمارس ضغوط على اسرائيل من الجانب الاميركي من اجل التوصل الى اتفاق خصوصا وان الفلسطينيين هم من يجب ان يتحلى بالمرونة". وبالنسبة الى سورية، اشار المسؤول الاسرائيلي الى ان "رئيس الوزراء الاسرائيلي ليس متفائلا""، واكد ان اسرائيل تريد "السيطرة على بحيرة طبرية" التي تعتبر المصدر الرئيسي للمياه بالنسبة للدولة العبرية. واوضح ايضا ان باراك ينوي التعبير عن "رغبته في القيام بانسحاب عسكري اسرائيلي من جنوبلبنان في اطار قرار مجلس الامن الدولي رقم 425". واضاف ان "تنفيذ هذا القرار ليس مشروطا باي شيء وسوف يحصل مهما تكن الظروف". ويؤكد الاسرائيليون ان الانسحاب سيحصل بحلول تموز يوليو المقبل حتى ولو لم تنتشر اي قوة دولية في جنوبلبنان. اخيرا، وفي ما يتعلق ببيع اسرائيل طائرات اواكس للصين، اعلن هذا المسؤول ان باراك "لا يخشى الضغوط الاميركية مع العلم اننا مقتنعون بالطابع الحساس لهذا الملف ونحن نؤيد قيام حوار مع واشنطن". وكان وزير الدفاع الاسرائيلي وليام كوهين حذر الحكومة الاسرائيلية الاسبوع الماضي من مشروع البيع هذا.