شيّعت عصر، أمس، جنازة والدة الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة التي توفيت عن عمر يقارب ال90 سنة. وأعلن بيان رسمي أن الحاجة منصورية غزلاوي فارقت الحياة ليلة الأحد - الإثنين في مقر سكنها في شارع البشير الإبراهيمي في الأبيار بأعالي العاصمة الجزائرية. وألغى الرئيس الجزائري فجأة، مساء أول من أمس، مراسيم إشرافه على الإفتتاح الرسمي للمهرجان الثقافي الافريقي في القاعة البيضاوية في الجزائر، وناب عنه وزير الدولة الممثل الشخصي له، عبدالعزيز بلخادم. وتبيّن أن أفراداً من العائلة أبلغوه بضرورة الحضور إلى المنزل العائلي، ليُعلن نبأ وفاة الحاجة منصورية فجر الإثنين عبر وكالة الأنباء الجزائرية. ولم يذكر البيان إن كانت والدة الرئيس عانت من «متاعب صحية» في الفترة الأخيرة، لكن أوساطاً تحدثت عن ذلك وقالت إنها نُقلت مرتين إلى مصحات أميركية وسويسرية حيث كان يرافقها شقيق الرئيس الأصغر السعيد بوتفليقة. وأحدثت الوفاة صدمة في الشارع الجزائري ولدى مسؤولي الدولة الذين عبّروا عن تعاطفهم مع أسرة الرئيس. ومعلوم أن علاقة قوية تجمع عبدالعزيز بوتفليقة مع والدته منذ وفاة والده عام 1958، سيما أن الرئيس هو أكبر أشقائه عمراً ويروى أنه هو من تولى رعايتهم في سن مبكرة. وشُيّعت الجنازة بعد صلاة عصر أمس في مقبرة بن عكنون في أعالي الجزائر، بحضور رئيس الجمهورية وأفراد عائلته وعدد كبير من المسؤولين في الحكومة والجيش والبرلمان، إضافة إلى وزراء ورؤساء حكومة سابقين، ونواب في البرلمان بغرفتيه، وعدد من قيادات الأحزاب ووفود شعبية ودينية ورياضية. ومُنع الإعلاميون والمصورون الذين تهافتوا على المقبرة، من الإقتراب من مراسيم تشييع الجثمان. وكانت عائلة الرئيس دائمة الحرص على إبعاد الفقيدة عن الحياة العامة، كما لم يتحدث بوتفليقة عنها إلا نادراً في حوارات صحافية، ومما قاله فيها في الأحاديث القليلة التي أدلى بها أنها «ونيسه الوحيد في الحياة بعد فقدان والده». وليس واضحاً هل ستؤثر وفاة والدة الرئيس في سفره المقرر إلى إيطاليا هذا الأسبوع للمشاركة في قمة مجموعة الدول الثماني. ولم تعلن الجزائر حال حداد على الراحلة، كما أبلغ الرئيس حكومة أحمد أويحيى، بحسب مصادر مطلعة، بالإستمرار في النشاط السياسي والثقافي في شكل طبيعي (المهرجان الثقافي الافريقي) فيما قد يغيب هو لأيام عن النشاط الرسمي. وتلقى بوتفليقة التعازي من ملوك ورؤساء حكومات، وأجرى الملك محمد السادس اتصالاً هاتفياً معه عبّر له فيه عن أحر تعازيه وتعازي الشعب المغربي. كما عبّر الملك محمد السادس، بحسب وكالة المغرب العربي للأنباء، عن عميق مواساته وبالغ تأثره للرئيس الجزائري ولكافة أعضاء أسرته. ووصلت برقية من الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات أعرب فيها عن خالص عزائه وصادق مواساته، وتوالت التعازي أيضاً من رؤساء أفارقة وغربيين.