أثار كشف عزم الرئيس عمر البشير على اجراء انتخابات رئاسية مبكرة رد فعل غاضباً لدى حزبي "الامة" و"الاتحادي الديموقراطي" أكبر الاحزاب السودانية، واثار جدلاً واسعاً في الخرطوم، ركز على مدى صدقية الحكومة في مسألة تحقيق مصالحة وطنية وحل سياسي شامل للمشكلة السودانية. وحذر مسؤول العمل الخارجي في حزب "الامة" السيد مبارك المهدي الحكومة أمس، من "مجرد التفكير في اجراء انتخابات مبكرة لرئاسة الجمهورية أو البرلمان قبل اتضاح الرؤية والاتفاق الكامل على الحل السياسي وعقد مؤتمر الحوار الوطني". وقال ل"الحياة" ان "اجراء الانتخابات أو تعديل الدستور من دون اتفاق سياسي شامل، أعمال تخالف التعهدات التي قدمتها الحكومة للمبادرة المصرية - الليبية وما ورد في ميثاق نداء السودان" الذي توصل اليه البشير ورئيس حزب الامة السيد الصادق المهدي في جيبوتي بداية السنة. واعتبر مبارك المهدي الذي عاد الى الخرطوم الاسبوع الماضي أن "الحديث في هذه المواضيع الخلافية يدخل في باب هز صدقية الحكومة". اما القيادي البارز في الحزب الاتحادي محمد الازهري فحمل بعنف على الحكومة وقال ل "الحياة" أمس ان "هذا التكتيك من الحكومة في اطار الصراع بين أقطاب النظام والصراع مع المعارضة عمل انصرافي عن جوهر القضية، لا يطيل عمر النظام بمقدار ما يطيل عذاب الشعب الذي ينتظر حلاً عاجلاً للمشكلة". وقال ان الحكومة بدأت حملة تضييق على حزبه، مشيراً الى منع ندوات سياسية دعا الحزب اليها، واضاف: "استدعيت الى مقر جهاز الامن الاثنين لابلاغي منع لقاء فكري دوري يعقد في منزل الازهري. وأبلغت أن قراراً صدر من لجنة أمن ولاية الخرطوم بمنع ندوة الازهري".