رحب زعيم حزب المؤتمر الوطني الشعبي الدكتور حسن الترابي بعودة زعيم حزب الأمة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي الى البلاد معتبراً أن عودة المهدي "سيكون لها دور مهم في ميزان الحريات والديموقراطية في البلاد". واجتمع الرئيس عمر البشير مع المهدي للمرة الأولى منذ عودة الأخير في حضور الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر غيللي الذي كان استضاف محادثات بين الجانبين أفضت الى التوقيع على اتفاق نداء الوطن. وضم اللقاء الذي عقد في منزل البشير مساء أول من أمس من الجانب الحكومي وزير رئاسة الجمهورية اللواء عبدالرحيم محمد حسين ووزير الخارجية الدكتور مصطفى عثمان، ومن حزب الأمة المسؤول السياسي مبارك الفاضل المهدي ومساعد رئيس الحزب الدكتور علي حسن تاج الدين ومسؤول الاعلام الزهاوي ابراهيم مالك، ونجل المهدي قائد قوات الحزب عبدالرحمن الصادق. وقال مبارك المهدي في تصريحات للصحافيين أمس ان اللقاء تم بدعوة من البشير بمناسبة مرور عام على توقيع اتفاق جيبوتي. وأضاف ان اللقاء بحث نتائج القمة الثامنة لرؤساء دول المنظمة الحكومية للتنمية ايغاد التي عقدت في الخرطوم أخيراً ومستقبل المنطقة. وتحدث الصادق المهدي عن الانفتاح وضرورة الوفاق والاتفاق على الأجندة الوطنية بما يكفل مواجهة التحديات والمخاطر المحيطة بالبلاد. وشدد على أهمية التعاون بين دول القرن الافريقي لتحقيق الأمن والاستقرار والدخول الى مرحلة التكامل. وأعرب الرئيس الجيبوتي عن سروره بأن تكون مبادرته للجمع بين الحكومة وحزب الأمة نجحت في التوصل الى اتفاق مبدئي ومكنت من عودة المهدي الى السودان بعد سنوات. من جهة أخرى، دعا الترابي الى "ثورة سياسية واقتصادية وثقافية واجتماعية لاصلاح الأوضاع في السودان". وانتقد توجهات الحكومة "وتضييقها على حرية التعبير والحوار والممارسة السياسية" بعد فترة شهدت هدوءاً في تجاه شركائه السابقين في الحكم. وقال الترابي الذي كان يتحدث في ندوة عن "الحريات في الاسلام" نظمها مجموعة من المحامين مساء أول من أمس أن الحكومة "تضيق مساحة الحوار لكنها تحاور قائد حركة التمرد جون قرنق فقط". وانتقد تمكين قادة الحكم من الفوز بالتزكية في الانتخابات البرلمانية، ووصف الطريقة التي اتبعتها الحكومة بأنها "تنافي مبدأ الحريات الذي أقره الاسلام". وكان مجموعة من الوزراء ورموز الحزب الحاكم فازوا بالتزكية في الانتخابات البرلمانية لغياب المنافسة بعد مقاطعة الأحزاب المعارضة الانتخابات. ورحب بعودة المهدي الى البلاد واعتبر ان عودته "تأخرت" عن ما كان يرجى منها منذ لقائهما في جنيف منتصف العام 1998. وقال: "سيكون لعودة المهدي دور مهم في ميزان الحريات والديموقراطية في البلاد". على صعيد آخر بدأ الحزب الاتحادي الديموقراطي السوداني المعارض الذي يتزعمه السيد محمد عثمان الميرغني حملة لاعادة تنظيم صفوفه بعد مرحلة شهدت تصدعاً في أوساط الحزب. وشكل الميرغني لجنة للمساعي الحميدة برئاسة رجل الأعمال علي أبرسي تتولى مهمة اعادة ترتيب البيت الاتحادي. وعقدت اللجنة اجتماعاً شارك فيه 90 من ناشطي الحزب، وغاب عنه الأمين العام للحزب الشريف زين العابدين الهندي الذي سجل حزباً باسم "الاتحادي الديموقراطي". وحضر اللقاء نائب الأمين العام سيد أحمد الحسين ونائب رئيس الحزب الحاج مضوي محمد احمد والقيادي محمد اسماعيل الأزهري. واعتبر الناطق باسم الحزب تاج السر محمد صالح ان الاتحاديين "تجاوزوا خلافاتهم وودعوا عهد الفرقة والشتات"، مشيراً الى أن اجتماع قادة الحزب أول من أمس "الذي ضم كل الرموز المعروفة باستثناء الهندي ومجموعته كان أول ممارسة تعكس وحدة الصف". وأضاف ان "جميع الاتحاديين اتفقوا على طي صفحة الماضي وفتح صفحة جديدة". ورأى مراقبون ان عودة رئيس حزب الأمة الصادق المهدي ستدفع الحزب الاتحادي الديموقراطي الى اعادة ترتيب أوضاعه بحكم المنافسة التاريخية بين الحزبين.