تحول احتفال "الحزب الاتحادي الديموقراطي" محظور بالذكرى ال 43 لاستقلال السودان الى تجمع حاشد في الخرطوم امس ندد بسياسة الحكومة وبرئيس البرلمان حسن الترابي. وسار المحتفلون في تظاهرة انطلقت من منزل الزعيم الراحل اسماعيل الازهري الذي قاد البلاد الى الاستقلال في 1 كانون الثاني يناير 1956، وتجمعوا قرب ضريحه مرددين شعارت مناهضة للزعيم الاسلامي الترابي. كما استمعوا الى رسالة وجهها زعيم "حزب الامة" محظور السيد الصادق المهدي دعاهم فيها الى "الانتفاضة المسلحة" راجع ص6.وفي منزل الازهري الذي حاصرته الشرطة ردد الاتحاديون وأنصار القوى السياسية الاخرى المعارضة هتافات معادية لحكومة "الانقاذ" منددين بالترابي وبالرئيس الفريق عمر البشير وبانقلابه الذي اطاح في حزيران يونيو 1989حكومة المهدي المنتخبة. وطالبوا باطلاق الحريات وبالديموقراطية. وتحول الاحتفال ندوة سياسية شارك فيها ممثلون عن الاحزاب المعارضة ابرزهم القيادي البارز في "الامة" عبدالرحمن نقدالله ورئيس التحالف الوطني لاسترداد الديموقراطية المحامي غازي سليمان والجنوبي البارز نائب الرئيس السابق جعفر نميري، ابيل الير، الى جانب اقطاب "الاتحادي الديموقراطي" وفي مقدمهم محمد نجل الازهري ونائب رئيس الحزب محمد احمد. ومن الرموز الوطنية عضو اول مجلس للسيادة احمد محمد يس. رسالة المهدي وفوجىء الحضور برسالة من خمس صفحات ارسلها المهدي من الخارج، وتلاها نقدالله اكثر المتشددين ضد حكومة "الانقاذ". ودعا المهدي في رسالته السودانيين الى "الانتفاضة المسلحة" ضد الحكومة والتمسك بمذكرة المعارضة في الداخل التي تطالب بمؤتمر قومي يجمع كل الاطراف وباجراء انتخابات عامة، علماً ان السلطات كانت رفضت تسلم المذكرة. وجدد محمد اسماعيل الازهري في كلمته رفض "الاتحادي الديموقراطي" قانون التوالي السياسي، ودعا الشريف زين العابدين الهندي منشق عن الاتحادي الى العودة الى "حظيرة الوطنية وعدم تسجيل الحزب في اطار قانون التوالي السياسي. وشدد سليمان في كلمته على ضرورة اقامة الدولة الديموقراطية وتفكيك اجهزة نظام "الانقاذ" الذي وصفه ب "الاستبدادي والقمعي"، كما وصف قانون التوالي بانه "إكذوبة كبرى". وحض نقدالله المواطنين على "الخروج الى الشارع لمواجهة نظام الانقاذ وإجتثاثه من جذوره" ولاسقاط "نظام البشير - الترابي". وانطلق المحتفلون بعد ذلك في تظاهرة ضخمة الى ضريح الازهري حيث واصلوا الهتافات المناهضة للحكومة والترابي. وأفادت وكالة "فرانس برس" ان التظاهرة اتسعت في طريق العودة اذ انضم اليها عدد كبير من مناصري الحزب الاتحادي، من دون ان تتدخل الشرطة.