التقى عشرات السياسيين من الكويت والبحرين والامارات العربية المتحدة في الكويت اول من امس، في "المؤتمر الشعبي لمقاومة التطبيع". وناقش المجتمعون البرنامج السياسي للمؤتمر الذي يهدف الى "تكوين فرق سلمية لمقاومة التطبيع في كل القطاعات الحيوية في المجتمع، وتشجيع الاعلام الشعبي على مواجهة عصرالاختراق والتطبيع مع العدو". المؤتمر فرضته الجهود الحثيثة للتطبيع مع العدو الاسرائيلي، التي استبدلت الهرولة بالركض وأصبحت تسير بخطوات متسارعة وعلنية في أكثر من بلد عربي. وانطلاق المؤتمر من دولة بعيدة عن الحدود مع العدو الاسرائيلي إشارة واضحة الى ان خطر التطبيع أصبح يأتي من الأطراف. فالمتابع لمسيرة التطبيع يجد انه متعثر في بلد مثل مصر على رغم انها ترتبط مع اسرائيل بمعاهدة سلام يشكل التطبيع أحد أهم بنودها، وفي المقابل يجد انه مزدهر في موريتانيا ويلوح بالازدهار في اليمن وقطر والبحرين والمغرب. فموريتانيا تبادلت السفراء مع الصهاينة، واليمن فتح ابوابه من دون مقدمات للسياح الاسرائيليين بحجة انهم يهود من أصول يمنية، وقطر تستعجل التبادل التجاري مع اسرائيل وتتصدى لتسويقها بمؤتمر اقتصادي، والبحرين ليس لديها مانع ان تقابل الخطوة بخطوتين في اتجاه اسرائيل من دون سبب وجيه. والمغرب يعتز بديفيد ليفي الذي يهدد بحرقنا. الأكيد ان المؤتمر الشعبي استجابة شريفة لمقاومة خطر العدو الصهيوني الذي بدأ يخترق النسيج الاجتماعي العربي تحت مسميات التعايش والمحبة. والأكيد ايضاً انه جاء في وقته، لأن التطبيع أصبح بحاجة الى وقفة جادة من القوى الاجتماعية في العالم العربي، ومناهضته ستؤدي حتماً الى تعطيل مشروع الإذعان الذي يروج له باسم السلام، وتحويله الى هدنة طويلة مع الأنظمة، وهذا أضعف الايمان.