اعلن كل من اسرائيل وموريتانيا رسميا امس اقامة علاقات ديبلوماسية خلال مراسم اقيمت في واشنطن للاحتفال رسميا بهذه الخطوة. ووقع وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي ونظيره الموريتاني احمد ولد سيد احمد اتفاقا في شأن تبادل السفراء، بحضور وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت. وبذلك تصبح موريتانيا ثالث بلد في جامعة الدول العربية يقيم علاقات ديبلوماسية كاملة مع اسرائيل بعد مصر والاردن. ووصف ليفي قرار موريتانيا بأنه "حكيم وشجاع"، مضيفا ان هذا القرار "ينشر الى كل الامم الروح الطيبة التي ينبغي ان توجد في منطقتنا 000 انه رسالة الى كل الاخرين ان الوقت حان للتصافح". وقال ولد سيد احمد ان قرار موريتانيا احد نتائج اجتماع عقد في نيويورك الشهر الماضي بين اولبرايت ووزراء خارجية العديد من دول الشرق الاوسط. لكنه اضاف ان موقف موريتانيا من عملية السلام هو ان الفلسطينيين يجب ان يتمتعوا بحقوقهم كاملة وان اسرائيل يجب ان تعيد كل الاراضي العربية المحتلة. وقالت اولبرايت: "سيكون افضل اذا لم تشعر اسرائيل انها معزولة عند تحمل المخاطر000 اتمنى كثيرا جدا ان تحذو دول عربية اخرى هذا الحذو بسرعة". وكان الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن اعلن مساء اول من امس ان "احتفال اولبرايت في واشنطن مع وزيري الخارجية الموريتاني والاسرائىلي يهدف الى العمل معهما من اجل اقامة علاقات ديبلوماسية كاملة بين موريتانيا، الدولة العضو في الجامعة العربية، واسرائيل". ووصف الخطوة الموريتانية ب"الجريئة". ورداً على تصريحات الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد الذي وصف المبادرة الجديدة "بأنها خطوة جاءت في الوقت غير المناسب"، قال روبن ان هناك "فرقاً بين الجامعة العربية والدول العربية. فهناك من جهة الدول التي تشكل الجامعة العربية وهناك الامانة العامة للجامعة والشيئان مختلفان غالباً". ولاحظ ان "البعض في الامانة العامة للجامعة العربية لم تعجبه كثيراً التطورات التي حصلت في الأسابيع الاخيرة بما في ذلك واقع ان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة اجتمع الى رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك في مأتم الملك الحسن الثاني في المغرب ثم اجتماع الرئيس بوتفليقة بعد ذلك بوزراء آخرين في الحكومة الاسرائيلية". وتحدث روبن عن "خطوات اخرى تتخذها دول لتكثيف علاقتها مع اسرائيل، وانني متأكد من ان بعض المتحجرات يريد البقاء أسير الماضي". وقال الناطق ان وجود ليفي في واشنطن سيشكل فرصة لكي تبحث معه اولبرايت في عملية السلام وفي القمة الثلاثية المقبلة في اوسلو الثلثاء المقبل والتي ستضم كلاً من كلينتون والرئيس ياسر عرفات وباراك. وأضاف ان منسق الجهود الاميركية لعملية السلام السفير دنيس روس موجود حالياً في اسرائيل للتحضير للقمة. وأعرب عن ارتياح الادارة لتعيين اسرائيل مفاوضها الى محادثات المرحلة النهائية، معرباً عن الأمل بأن يتم بدء هذه المحادثات بعد قمة اوسلو. وفي موريتانيا، دان اتحاد القوى الديموقراطية معارضة راديكالية بزعامة أحمد ولد داده امس اقامة علاقات ديبلوماسية مع اسرائيل. وأوضح مسؤولو الحزب ان القرار اتخذه المؤتمر العادي الثاني للحزب الذي افتتح أعماله امس في نواكشوط، واصفين قرار موريتانيا بأنه "خيانة". وطلب الاتحاد ايضاً خلال المؤتمر انشاء لجنة تحقيق في شأن ما تردد من أنباء عن دفن نفايات نووية اسرائيلية في موريتانيا. وتسبب كشف هذه المسألة في اعتقال عدد من مسؤولي المعارضة ومن بينهم احمد ولد داده الذي حددت أقامته لمدة شهر مع وضعه تحت المراقبة في كانون الثاني يناير عام 1997 قبل صدور قرار ببراءته في ختام محاكمة استمرت ثلاثة اشهر. انتقادات عربية من جهة اخرى، تصاعدت حدة الانتقادات العربية الى المسؤولين الموريتانيين. ورأى مسؤولون في الجامعة وديبلوماسيون عرب في القرار انتهاكاً لقرارات قمة القاهرة التي قررت في حزيران يونيو عام 1996 تجميد التطبيع مع اسرائيل وتعليق المفاوضات المتعددة الأطراف. ووصف سفير سورية لدى مصر، عميد السلك الديبلوماسي العربي عيسى درويش قرار موريتانيا بأنه سابقة لا مثيل لها في العلاقات العربية وخروج عن المألوف في العمل العربي المشترك، وعلى قرارات قمة القاهرة التي رفضت التطبيع مع اسرائيل، ورهنت اقامة علاقات تجارية بمدى التقدم في عملية السلام والانسحاب من الاراضي العربية المحتلة. اما مندوب فلسطين لدى الجامعة السفير محمد صبيح فقال إن القرار أصاب الشارع العربي بصدمة كبيرة، وادى الى شعور عربي عام بالأسى والحزن، مشيراً الى ان هذا القرار جاء نتيجة ضغوط خارجية، فيما قال سفير اليمن لدى مصر ان القرار متعجل وسابق لأوانه لعدم وجود مؤشرات تدلل على تقدم حقيقي في مسيرة السلام، وطالب الموريتانيين بالتزام القرارات العربية ووقف هذه الخطوة تدعيماً لعملية السلام. وقال الناطق باسم الجامعة العربية المستشار طلعت حامد إن الامين العام للجامعة حاول الاتصال هاتفياً بالرئيس الموريتاني والمسؤولين هناك لتقصي حقيقة الامر.