أوصى مشاركون في المؤتمر الوطني الثالث لحماية الوطن ومجابهة التطبيع عقد في عمان أمس بتوسيع نشاط مجابهة التطبيع مع العدو الإسرائيلي. ودعت توصيات المؤتمر الى «رصد أشكال التطبيع الرسمي والشعبي، وفضح الممارسات الصهيونية والتوسع في عقد الندوات والمؤتمرات وعمل دراسات قانونية مختصة». واعتبر رئيس اللجنة التنفيذية العليا لحماية الوطن ومجابهة التطبيع حمزة منصور أن «معاهدة (وادي عربة) منعطف خطير في حياة الشعب الأردني والقضية الفلسطينية لكونها ألغت حالة العداء مع العدو الصهيوني وجعلت منه جاراً تتقدم العلاقة معه على أي علاقة أخرى». وأكد أن «العدو الصهيوني أصبح شريكاً في مشروعاتنا الاقتصادية فيما يجري التنسيق معه على الصعد السياسية والأمنية». وأضاف: «لم تعد القضايا الرئيسية همّاً للحكومة، وأن الدور الرسمي الأردني في القضية الفلسطينية بات يقتصر على الجانب الإنساني بعد توقيع المعاهدة». وطالب بدعم صمود الفلسطينيين ومقاومتهم بكل الوسائل باعتباره واجباً شرعياً وضرورة وطنية وإحكام الحصار على المطبعين والضغط باتجاه أخذ الأردن لموقعه في مقاومة العدو، إضافة إلى التمسك بحق العودة الذي لا يسقط بالتقادم مع التصدي لكافة أشكال التآمر على القضية الفلسطينية. وأشار رئيس لجنة التنسيق العليا لأحزاب المعارضة نشأت أحمد إلى أن الكيان الصهيوني دأب على خرق معاهدة وادي عربة من خلال حديثه المتكرر عن إقامة الوطن الفلسطيني البديل في الأردن والاعتداء المستمر على المقدسات الإسلامية في القدس. وأضاف أن المعاهدة «لم تخدم الأردن بأي حال من الأحوال»، مشيراً إلى أن «الوضع الاقتصادي في تراجع، كما أنها جلبت المياه الملوثة والحرائق في الأغوار». وفي السياق نفسه، اعتبر نائب رئيس مجلس النقباء نقيب الأطباء الدكتور أحمد العرموطي أن الصراع مع العدو الصهيوني هو «صراع وجود لا حدود»، مؤكداً أن المقاومة هي طريق التحرير والعودة إلى فلسطين التي لا يحق لأحد التنازل عنها. ورأى أن قيام الكيان الصهيوني بدعم من دول استعمارية سابقة جاء لمنع قيام الوحدة العربية بين المشرق والمغرب، ولاستنزاف الإمكانات ومنعها من إقامة اقتصاد قوي والإبقاء على التجزئة العربية بحدود معاهدة «سايكس - بيكو». وأكد أن مقاومة التطبيع ومجابهة خطر العدو الصهيوني هو جزء من حماية الأردن والحفاظ على أمنه واستقراره، خصوصاً أنه يرى في الأردن وطناً بديلاً للفلسطينيين ويدفع باتجاه هجرتهم إلى الأردن. وقالت الدكتورة عيدة المطلق في كلمة عن الشخصيات الوطنية أن الأمة العربية وقضاياها المصيرية بما فيها قضية السلام والاستقرار لا تزال في مواجهة مع تحديات عدة، منها أن الكيان الصهيوني غير معني بالسلام بل بالتطبيع الشامل والكامل.