سار أكثر من عشرة آلاف شخص في شوارع العاصمة الكويتية امس، وتوجهوا نحو مجلس الأمة البرلمان في مسيرة تضامنية مع انتفاضة الأقصى، وسلموا رسالة الى رئيس المجلس جاسم الخرافي باسم الشعب الكويتي تطالب مجلس التعاون الخليجي بالاعلان عن رفض مبدئي للتطبيع مع اسرائيل، وتناشد قطر وسلطنة عمان غلق مكتبي التمثيل الاسرائيليين فيهما. وطالبت الرسالة القمة العربية المرتقبة ب"ألا تتحول وسيلة دولية لوأد الانتفاضة". وتقدم رموز التيارين الاسلامي والليبرالي ونواب وقيادات نقابية المسيرة الشعبية، التي تعد الأكبر في الكويت منذ الاحتفالات بتحريرها في شباط فبراير 1990. ونظمت المسيرة بدعوة من "المؤتمر الشعبي الخليجي لمقاومة التطبيع مع العدو الصهيوني"، وبترخيص رسمي من السلطات. وشهدت رفع لافتات كتب عليها مثل "فزعة كويتية للقدس العربية" و"أبناء الكويت يحيون انتفاضة الأقصى" و"صدام وعرفات وجهان لعملة واحدة لخدمة اسرائيل"، في حين تعالت هتافات تدعو الى الجهاد خصوصاً من حوالى ثلاثة آلاف فلسطيني شاركوا في المسيرة، وغلب عليهم التعاطف مع حركة "حماس". وبدأت التظاهرة بمهرجان خطابي في "ساحة العلم" تحت صورة جدارية كبيرة لقبة الصخرة، وألقى خلافها ممثل المؤتمر الدكتور اسماعيل الشطي كلمة قال فيها: "ليس غريباً ان يتوجع الكويتي لوضع فلسطين، فالكويتي كان يفعل ذلك منذ العام 1936". واعتبر ان "الكيان الصهيوني شر مطلق لا امكان للتعايش معه"، وطالب مجلس الأمة ب"إصدار قانون يمنع التطبيع مع الكيان الصهيوني ويجرّم أي فعل يقود اليه". وألقى ممثل الجالية الفلسطينية درويش حمودة كلمة نوه فيها ب"مواقف الكويت قيادة وشعباً تجاه القضية الفلسطينية"، وتذكر "احتضان الكويت المقاومة الفلسطينية منذ نشأتها". ورأى ان "الكويت قدمت الشهداء لتحريرها من الاحتلال كما تقدم فلسطين الآن شهداء حتى تتحرر، فالكويتوفلسطين صنوان يصدران من مشكاة واحدة". ثم سارت الجموع عبر شارع الخليج العربي الذي أخلته دوريات الشرطة من حركة السير، باتجاه مبنى البرلمان، وهناك سلمت رسالة باسم الشعب الكويتي الى الرئيس جاسم الخرافي وسط هتافات ومظاهر احراق العلم الاسرائيلي. ورد الخرافي بكلمة امام الحشد أكد فيها ان "قضية فلسطين التي نعتز بها هي قضيتنا الأولى، وكانت دوماً في ضميرنا. نشعر بالفخر في الكويت ونحن نتابع جهاد الشعب الفلسطيني وتضحياته امام جنود الاحتلال". وهاجم "من يسعون الى لفت الانتباه عن فلسطين وتشتيت جهود العرب عن مناصرة هذه القضية" في اشارة الى قيام العراق بتحرشات على الحدود الكويتية.