أظهرت نتائج الاستطلاع البيئي الأول للرأي العام العربي، التي نشرت في العدد الجديد من مجلة "البيئة والتنمية" 25، أن الجمهور يجمع على أن وضع البيئة يسوء، ويطالب بالعمل لتحسينه، ويضع اللوم الأساسي في التدهور البيئي، وفي مسؤولية معالجته، على الحكومات. ولعل نسبة كبيرة من المشاركين أبدت استعدادها لدفع ضرائب أعلى إذا كانت مخصصة لرعاية البيئة، وللمشاركة الشخصية في تعديل أنماط حياتهم وعاداتهم الاستهلاكية وممارساتهم اليومية من أجل المساهمة في وقف التدهور البيئي. وبينت الأجوبة، من 18 بلداً عربياً، توافقاً شبه تام حول تحديد الأخطار البيئية ورسم تصورات العمل الضروري لتلافيها أو الحد منها. وقال 85 في المئة ممن أجابوا عن الأسئلة أن البيئة تسير نحو الأسوأ، ورأى 8،94 في المئة أن هناك خطراً حقيقياً على صحة الأجيال المقبلة. واعتبر 8،97 في المئة ان الإنسان هو السبب في تردي أوضاع البيئة. ورأى 95 في المئة ان الدور الرئيسي في حماية البيئة يرجع الى الحكومة، أما الدور الذي يلي دورها فهو في رأي 2،82 في المئة للأفراد، وحل دور الهيئات الأهلية بعدها. وقال 1،97 في المئة ان على الحكومات القيام بأعمال أقوى مما تقوم به حالياً لوقف تدهور البيئة. ودعت نسبة بلغت 5،92 في المئة الى فرض قوانين أشد صرامة للحفاظ على البيئة. وأبدى 77 في المئة قبولاً لضرائب بيئية. وفي العدد محور عن المياه يعرض الوضع العالمي والعربي والبرامج التي تنفذها دول المنطقة في هذا المجال، مع تركيز على الخطة السعودية لإدارة المياه وتنمية مصادرها. وفي مقال خاص عن الموضوع، يقول محمود يوسف عبدالرحيم المدير الإقليمي لبرنامج الأممالمتحدة للبيئة: "تشير الدلائل التاريخية الى أن المنطقة العربية هي أول من أظهر للبشرية كيفية ترويض الأنهار، باختراع نظام الري بالقنوات، فازدهرت الحضارة على ضفاف الأنهار الكبيرة وعند ملتقاها. إلا ان الإنسان لم يدرك أن هذا الاختراع العظيم، في الوقت الذي مهّد للحضارات، كان هو أيضاً مصدر موتها". وفي العدد تقرير من الكويت عن الاجتماع الحادي عشر الذي يعقده المجلس الوزاري للمنظمة الإقليمية لحماية البيئة البحرية من 24 الى 27 نيسان ابريل للبحث في الإدارة المتكاملة للمناطق الساحلية وانشاء مراكز لتفريغ نفايات السفن، وعن التنمية الصناعية وشروطها البيئية. وتضمن العدد مقالاً لفريد شعبان عن الحقول المغناطيسية وتأثيرها على صحة الإنسان، بما فيها خطوط الكهرباء والهاتف المحمول. وفي "كتاب الطبيعة" الذي تضمه المجلة موضوعات مصوران عن جزيرة النورس قرب هاواي وأزهار صحراء الكويت، مع صور خاصة بعدسة المصور العالمي كريستوبارس. وفي العدد مقابلة مع فايزة الكافي وزيرة البيئة في تونس. وفي الافتتاحية حدد نجيب صعب الملاحظات التي يمكن استخلاصها من الاستطلاع البيئي، مؤكداً أن "نتائج الاستطلاع رسالة واضحة من الجمهور العربي الى المسؤولين في البلدان العربية، ان هناك اجماعاً لدى الرأي العام على حماية البيئة واستعداداً للمساهمة الشخصية لإنجاح البرامج البيئية. فعسى أن تشكل مواقف الرأي العام المتقدمة دافعاً لسياسات وبرامة بيئية متطورة في العالم العربي تواكب طموحات الناس".