استبق الرئيس الاميركي بيل كلنتون لقاءه بالرئيس حافظ الاسد امس باجراء اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء الاسرائىلي ايهود باراك، استمر نحو عشرين دقيقة حمل فيه "جديداً" الى الرئيس السوري يخص مفاوضات السلام السورية-الاسرائىلية. في غضون ذلك، قال مصدر سوري ان "اللقاء التاريخي" بين الرئيسين يمثل "الفرصة الاخيرة" لاحتمال توصل دمشق وتل ابيب الى اتفاق سلام قبل نهاية ولاية الرئيس الاميركي. وكان الرئيسان الاسد وكلنتون عقدا امس جلسة من المحادثات الرسمية في فندق "انتركونتيننتال" في جنيف، وسط "تكتم شديد" من الطرفين، و"غموض" في الاحتمالات التي ستنتهي اليها القمة الثالثة بين الرئيسين. واتضح من تركيبة الوفدين ان المحادثات دخلت في "تفاصيل القضايا" المطروحة، خصوصاً ملف المياه وشواطئ بحيرة طبريا التي تعني حدود الرابع من حزيران يونيو 1967 وعودة الجانب السوري اليها. وقبل انعقاد القمة، وزع الجانب الاميركي وثيقة غير دقيقة تتضمن جلوس اعضاء الوفدين، وضعت الوفد السوري وفق الترتيب الآتي: الاسد، رئيس مكتب الامن القومي الدكتور عبدالرؤوف الكسم، المستشار القانوني للرئيس الدكتور رياض الداودي، وزير الخارجية السيد فاروق الشرع. ولدى انعقاد جلسة المحادثات، تبين ان الدكتور الداودي جلس في نهاية الطاولة. وحضر الاجتماع من الجانب الاميركي وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت ومستشار الامن القومي ساندي بيرغر ورئيس الاركان جون بودستر ومنسق عملية السلام دينس روس ومساعد مسؤول الشرق الاوسط في مجلس الامن القومي روب ماللي. وتوقع مراقبون ان تكون المحادثات تركزت على شواطئ بحيرة طبريا، إذ ان الجانب السوري "يتمسك الانسحاب الكامل من الجولان" وان تركيبة الوفد تسمح ب"توضيح حاجات سورية المائية وطريقة حل موضوع المياه على اسس قانونية"، علماً بأن الدكتور الداودي ترأس لجنة المياه في مفاوضات شيبردزتاون بين الشرع وباراك. وحاولت اوساط اميركية الحديث عن احتمال ان يطلب كلينتون من سورية اتخاذ "اجراءات لبناء الثقة" تسمح لباراك بتهيئة الوضع الداخلي قبل تقديم "ما ينتظره السوريون في شأن الانسحاب، خلال اسبوعين". وقالت ان "حصول كلينتون على مبادرة سورية ستؤدي الى ارسال اولبرايت الى اسرائىل خلال اسبوعين، قبل اتخاذ خطوة اخرى في اتجاه عملية السلام". لكن مصادر اخرى توقعت ان يكون كلينتون حمل معه "اخباراً طيبة" تؤدي الى استئناف المفاوضات وفق مطالب دمشق بموافقة باراك على"ترسيم" حدود الرابع من حزيران. في غضون ذلك، قال مصدر اعلامي سوري ان الاسد توجه الى جنيف ل"بذل محاولة اخرى لاحياء المسارين السوري واللبناني وازالة العقبات امام تقدمهما، لكن دفع العملية لا يتوقف على سورية وحدها اذ لا بديل من تغيير جوهري في الموقف الاسرائىلي باتجاه التزام قاطع بالانسحاب الكامل من الجولان". وقال مسؤولون سوريون ان "اقرار" باراك بتعهد سلفه اسحق رابين للانسحاب الكامل من الجولان "لا يكفي" لاستئناف المحادثات، مطالبين ب"ترجمة ذلك الى واقع ملموس واجراءات على الارض". وقبل انتهاء لقاء الاسد - كلينتون بدت كل الاحتمالات مفتوحة. وراوحت الاحتمالات بين صدور بيان مشترك سوري - اميركي والاكتفاء بتصريح صحافي يلقيه مسؤول اميركي رفيع. وفيما يغادر الاسد اليوم الى دمشق، تحدثت مصادر اميركية عن بقاء كلينتون الى اليوم لاجراء محادثات اضافية في حال استدعت الضرورة ذلك.