القدس المحتلة - أ ف ب - شدد رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك لدى مغادرته تل ابيب امس متوجها الى الولاياتالمتحدة للمشاركة في المفاوضات مع السوريين، على انه لن يوقع مع دمشق الا اتفاقا يؤدي الى "سلام الشجعان". واعلن باراك في تصريح مقتضب: "لن نوقع الا اتفاقا يؤدي الى سلام الشجعان مع جيراننا، ويجلب النمو والازدهار الى اسرائيل". واضاف: "لن نوقع اتفاقا لا يعزز في نظرنا امن اسرائيل ومستقبلها". وغادر باراك بعد ذلك برفقة وفد ضم 30 عضوا بينهم وزير خارجيته ديفيد ليفي متوجها الى شيبردزتاون في ولاية فيرجينيا الغربية على بعد نحو 120 كيلومترا من واشنطن حيث ستبدأ جولة ثانية من المفاوضات على المسار السوري اليوم. وكان باراك صرح للاذاعة الاسرائيلية في وقت سابق امس بأن ثمن السلام مع دمشق "مؤلم جداً" لكنه "ضروري". واوضح: "السلام مع سورية ثمنه مؤلم جداً وقاس جداً لكنه ضروري"، في اشارة الى الانسحاب من هضبة الجولان المحتلة. واعرب باراك الذي تعهد مراراً باجراء استفتاء على الانسحاب من الجولان، عن "قناعته" بان الاتفاق مع سورية سيحظى بتأييد "غالبية كبيرة" من الاسرائيليين في الاستفتاء. لكنه اضاف: "لن نوقع سلاماً الا اذا كان يعني تطبيعاً كاملاً مع سورية ولبنان وليس مجرد اتفاق عدم اعتداء". وقال: "يجب ان يتضمن الاتفاق ترتيبات امنية وضمان مصادر المياه واعتبار هضبة الجولان منطقة منزوعة السلاح ونشر الجيش السوري على بعد عشرات الكيلومترات من حدود اسرائيل". لكنه رفض التحدث عن ترسيم الحدود، معتبراً "ان الوقت لا يزال مبكراً" لتناول هذا الموضوع. واوردت صحيفة "يديعوت احرونوت" نقلاً عن مقربين من باراك اعتقاده بأن الرئيس حافظ الاسد سيوافق على التمركز على بعد 700 متر من بحيرة طبريا، اي على طول الحدود الدولية للعام 1923 وليس كما تطالب دمشق عند خط وقف اطلاق النار المعتمد في حزيران يونيو عام 1967. واضافوا "ان هدف باراك من المفاوضات هو التوصل الى اتفاق اطار في غضون الاشهر الثلاثة او الاربعة المقبلة". من جهتها، اوردت صحيفة "معاريف" ان اسرائيل "تحاول تخفيف الآمال" بالتوصل الى اتفاق سريعاً مع دمشق. ونقلت الصحيفة عن مسؤول "انه لا يوجد امل بعودة الوفد الاسرائيلي من الولاياتالمتحدة مع اتفاق سلام". واوردت صحيفة "هآرتس" انه في حال اثار انسحاب اسرائيل من الجولان اختبار قوة مع المعارضة فإن لدى باراك رسالة موجهة الى الرئيس بيل كلينتون من رجل الاعمال الاميركي رون لاودر الذي تولى المفاوضات الاسرائيلية في عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو. وكان لاودر اشار في رسالته الى موافقة نتانياهو على "الانسحاب من الاراضي السورية المحتلة عام 1967". وتابعت الصحيفة ان باراك يعتزم استخدام الرسالة ضد تكتل ليكود اليميني المعارض للانسحاب من الجولان. وعقد باراك قبل مغادرته الى واشنطن جلسة لمجلس الوزراء، كما عقد لقاء مع الزعيم الروحي لحزب شاس المتشدد الحاخام اوفاديا يوسف ليل السبت - الاحد ومسؤولي المستوطنين في الجولان الذين استقبلهم قبل توجهه الى الولاياتالمتحدة. محللون وفي اطار الحديث عن متطلبات السلام مع سورية وتكاليفه بالنسبة الى اسرائيل، قال يفتاح شابير المحلل في مركز جافي للدراسات الاستراتيجية: "بعد توقيع اتفاقات السلام نتطلع الى استثمارات ضخمة في مجال الدفاع". واضاف ان اسرائيل ستطلب 20 بليون دولار لتغطية تكاليف الانسحاب اذا وافق باراك على طلب سورية الرئيسي بالتخلي عن مرتفعات الجولان. واضاف: "الدول في فترة الانسحاب تميل الى الشعور بعدم الامان وبالتالي تتجه الى زيادة النفقات الدفاعية وشراء اسلحة ومعدات اضافية ... لا نتوقع ان يكون هناك شعورا بالامان وتراجع في الاستثمارات الدفاعية الا بعد عشر سنوات على الاقل من توقيع اتفاق السلام". وقال المحلل جيرالد شتاينبرغ من جامعة بار ايلان ان قائمة الاسلحة التي يريد باراك شراءها ليست سرية: "اولا ستكون هناك انظمة تجسس وانذار مبكر ربما تكون محموله جوا او اقمار صناعية وربما كليهما. انها معدات مكلفة ومتطورة وطويلة الاجل". كما تشمل قائمة باراك تعزيز القوات الجوية الاسرائيلية الضخمة ربما بتزويدها بطائرات شبح.