كانت زيارة الرئيس بيل كلينتون الى مسقط حدثاً غير عادي، إذ ضج المطار السلطاني الخاص في مسقط بالطائرات التي حملت الرئيس الأميركي ومرافقيه من المسؤولين والإعلاميين وبالصحافيين المحليين الذين دعوا للمرة الأولى لتغطية زيارة رئيس دولة. وبعد وقوفهم ساعات أمام صالتين امتلأتا بكل وسائل التكنولوجيا الإعلامية و150 خطاً تليفونياً تم إعدادها للصحافيين الأميركيين، سمح للصحافيين المحليين بالوقوف قرب مدرج طائرة الرئيس كلينتون التي وصلت في الخامسة والربع بتوقيت لندن وغادرت بعد أقل من ساعتين. وبعد مغادرة الرئيس الأميركي صرح يوسف بن علوي بن عبدالله وزير الدولة العماني للشؤون الخارجية بأن الزيارة تاريخية بكل المقاييس، وقال ان الرئيس كلينتون عرض على السلطان قابوس بن سعيد الجهود الأميركية المبذولة من خلال زيارتيه الى الهند وباكستان سعياً للوصول الى حلول للمشاكل العالقة بين البلدين، موضحاً ان الرئيس الأميركي متفائل بتراجع التوتر بين البلدين الجارين. وأشار بن علوي الى علاقات الجوار بين عمان من جهة وباكستان والهند من جهة أخرى مؤكداً أهمية السلام بين البلدين بالنسبة الى عمان. وأضاف بن علوي ان كلينتون وقابوس ناقشا اجتماع جنيف والآمال المرجوة من لقاء كلينتون والرئيس السوري حافظ الأسد لتجاوز المشكلات العالقة بين سورية واسرائيل والسبل الكفيلة بإعادة الجانبين الى المسار الجدي. وأكد بن علوي ان الرئيس الأميركي متفائل بإمكان توقيع اتفاق بين سورية واسرائيل قبل نهاية السنة الجارية. وقال بن علوي ان الرئيس كلينتون مطلع بالتفصيل على مواقف الدول العربية، لكن يظل لدى اسرائيل هاجس على المدى الذي ستصل إليه العلاقات العربية - الاسرائيلية اثناء المفاوضات وبعد توقيع اتفاقات سلام شامل مع الدول العربية. وأكد الموقف العماني في هذا الشأن وهو أن وجود علاقات بين الدول العربية واسرائيل يتوقف على ارجاع الحقوق الى أصحابها وعودة الأراضي العربية المحتلة ووجود تعاون تام بين السلطة الفلسطينية واسرائيل، مشدداً على أن الدول العربية على استعداد لتبادل علاقات متوازنة وجيدة بشرط أن توافق اسرائيل على مبدأ الأرض مقابل السلام. وأضاف بن علوي: "إذا تم هذا، فأعتقد جازماً بأن السلام سيحل والعلاقات ستكون". يذكر أن عمان أول دولة خليجية ترتبط بعلاقات مع اسرائيل عبر فتح مكتبين للتمثيل التجاري في مسقط وتل أبيب. ويرأس مكتب التمثيل التجاري الاسرائيلي في مسقط سفير اسرائيل السابق في استراليا، بينما سحبت عمان رئيس مكتبها في تل أبيب ابان تدهور عملية السلام في عهد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتانياهو، وربطت مسقط إعادة فتح المكتب باحراز تقدم في العملية السلمية. وعن القضية العراقية قال بن علوي ان محادثات كلينتون - قابوس تناولت الجوانب الانسانية في القضية العراقية وسبل رفع المعاناة عن الشعب العراقي، مشيراً الى أن لا خلاف بين الجانبين على أهمية تطبيق بغداد قرارات مجلس الأمن وتنسيق العراق مع الأممالمتحدة لإيجاد صيغة تعاون وتفاهم. وأكد بن علوي ان كلينتون ثمَّن الرؤية السياسية الجديدة في ايران، مشيراً الى أن عرض وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت تخفيف العقوبات الاقتصادية على ايران خطوة للأمام، قائلاً ان العلاقات بين الولاياتالمتحدةوايران تحتاج الى مزيد من المبادرات. وترتبط عمان بعلاقات جيدة مع الولاياتالمتحدةوايران، وترددت في وقت سابق أنباء عن وجود وساطة عمانية بين الطرفين الأمر الذي نفاه الجانب العماني على لسان بن علوي في حديث ل"الحياة". الى ذلك قامت تشيلسي ابنة الرئيس كلينتون التي وصلت الى مسقط في وقت سابق بجولة في المجمعات التجارية في مسقط.