} تتجه منظمة "اوبك" الى زيادة انتاجها بمعدل مليون برميل يومياً اعتباراً من نيسان ابريل المقبل ستُضاف اليها الكميات التي ستزيدها الدول المنتجة من خارج المنظمة المكسيك والنرويج وسلطنة عُمان والعراق الذي سيزيد انتاجه بمعدل 700 الف برميل يومياً على مدى الشهرين المقبلين ما قد يرفع الانتاج، مع الخروقات، الى حدود 2.5 مليون برميل يومياً كما تتوقع الولاياتالمتحدة. وقال مسؤول خليجي كبير امس لوكالة "رويترز" في فيينا "ان منتجي النفط الاعضاء في اوبك يقتربون من اقرار الاتفاق، الذي سيُعلن في اجتماع الاثنين، على زيادة امدادات النفط بما يراوح بين مليون و1.5 مليون برميل يومياً. واضاف: "نقترب بالتأكيد من اتفاق على اضافة بين مليون و1.5 مليون برميل يومياً ونظراً لتراجع الاسعار ولوجود عدم التزام بالحصص ستكون الزيادة على الارجح اقرب الى مليون برميل منها الى 1.5 مليون برميل يومياً". وتابع: "ان زيادة مليون برميل يومياً سيكون اكثر قبولاً لجميع المنتجين". وتوقع المسؤول، غير السعودي، ان تتخذ "اوبك" ايضاً خلال الاجتماع قراراً بالاجتماع ثانية في حزيران يونيو لاتخاذ قرار في شأن اي زيادة اخرى في الامدادات. لندن، فيينا - "الحياة"، رويترز، ا ف ب - ينعقد الاجتماع الوزاري لمنظمة الاقطار المصدرة للنفط "اوبك" غداً الاثنين في ظل اجواء تسيطر عليها الضغوط الاميركية التي سماها وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون ب " ديبلوماسية الطاقة الهادئة" وما اعلنه وزير النفط العراقي عن ان بلاده ستزيد انتاجها وصادراتها بنحو 700 الف برميل يومياً. وعلى رغم تراجع اسعار الخام لا تشكك الاسواق في ان "اوبك" ستقرر زيادة الانتاج اعتبارا من نيسان ابريل المقبل لكنها تعتقد ان "الزيادة ستكون متواضعة" ولن تكفي لتلبية توقعات الدول المستهلكة. ويفترض ان تحدد "اوبك" غداً حجم انتاجها للفترة التي تبدأ في اول نيسان بعد انتهاء مهلة الاتفاق الذي ابرم في آذار مارس 1999 وخفض الانتاج مما ادى الى ارتفاع اسعار النفط. وادت التكهنات بزيادة الانتاج الى خفض الاسعار بنسبة 20 في المئة تقريبا منذ بداية آذار. وبلغ سعر خام القياس "برنت" تسليم ايار مايو 23،26 دولار امس الجمعة في لندن. وقال الاقتصادي في مركز دراسات الطاقة في لندن ليو درولاس "ان هذا التراجع اثار بالتأكيد قلق المنتجين ويمكن ان يقودهم الى خفض حجم زيادة الانتاج لكن من دون ان يمنعهم من تطبيق الزيادة اعتبارا من نيسان. وقال محللون ان الزيادة الفعلية ستكون ضئيلة وستراوح بين مليون و5،1 مليون برميل يومياً بينما تطالب واشنطن بزيادة تتجاوز المليوني برميل لتطويق الآثار التضخمية الناجمة عن ارتفاع الاسعار. وقال المحلل في دار الوساطة "جي. ان. اي." في لندن لورنس ايغلز "ان كل الدول الاعضاء في اوبك تنتج اكثر من حصصها" موضحا ان الكمية التي يتم انتاجها في هذا الاطار تبلغ نحو مليون برميل لدول "اوبك". واضاف: "ان الشعور السائد هو انهم سيتجنبون اضفاء شرعية على هذا التجاوز اي انهم لن يعلنوا سوى زيادة طفيفة في الانتاج ما سيسمح لاوبك الاحتفاظ بهامش كبير للمناورة واذا تراجعت الاسعار يمكن لدول اوبك ان تحسن احترامها للحصص والعكس صحيح". وقال ايغلز: "ان اوبك يمكن ان تحدد سعراً مثالياً 24 دولارا لبرميل النفط المرجعي لاوبك مثلاً وتقرر عقد اجتماع جديد اذا تجاوزت الاسعار مستويات محددة". وتوقع ان تستمر تقلبات الاسعار اشهرا بعد هذا الاجتماع لكن في هامش محدد يراوح بين 23 و27 دولاراً لبرميل "لبرنت". وقال وزير النفط الاماراتي عبيد بن سيف الناصري امس ان امام المنتجين عملاً شاقاً قبل اتخاذ قرار في شأن تحركهم المقبل فيما يتعلق بسياسة الانتاج. واضاف لدى وصوله الى فيينا "ان جميع الاحتمالات لا تزال قيد الدرس" مشيراً الى ان الوقت لا يزال مبكراً لاتخاذ قرار الان او الاشارة الى اي رقم. وكان الناصري اجتمع مساء الجمعة مع وزير الطاقة الاميركي في لندن الذي قال انه يرى اجماعاً داخل "اوبك" على زيادة الامدادات النفطية وقال: "نحن نريد زيادة مهمة اعتباراً من نيسان" ووصف ريتشاردسون اجتماعه مع الناصري بانه كان "مثمراً للغاية". وقال "ان ديبلوماسية الطاقة الهادئة التي تمارسها ادارة الرئيس كلينتون كانت مؤثرة وان المناقشات الصريحة مع عدد من منتجي النفط احدثت تغييراً". واضاف: "حدث تحول واضح عما كان عليه الامر قبل 40 يوما وان معظم المنتجين يميل الآن الى زيادة الانتاج". في طهران حض وزير النفط الايراني بيجان زانقانه قبل مغادرته الى فيينا منظمة "اوبك" على توخي الحذر جداً في اتخاذها قرار زيادة الانتاج لاشاعة الاستقرار في اسعار النفط. وجاء الموقف العراقي عشية اجتماعات "أوبك" مفاجأة للوزراء وقال وزير النفط العراقي عامر رشيد امس ان بلاده قررت زيادة انتاجها وصادراتها تدرجاً بنحو 700 الف برميل يومياً. واضاف "ان افراج الاممالمتحدة عن قطع غيار لازمة بصورة عاجلة لاصلاح صناعة النفط العراقية علامة ايجابية وان بغداد قررت رفع انتاجها النفطي ليصل الى كامل طاقته. وقال رشيد في اتصال هاتفي مع رويترز "ان زيادة انتاجنا وصادراتنا لفتة جادة تجاه سوق النفط". واضاف: "ان العراق سيراقب عن كثب رفع القيود عن عقود قطع الغيار وهو يأمل ان لا يضطر مرة اخرى الى تغيير خططه الخاصة بالانتاج والتصدير". ويأمل العراق بزيادة مبيعاته من النفط حتى تصل الى 2.4 مليون برميل يومياً وهو المستوى الذي وصل اليه في نهاية العام الماضي. ومن المتوقع ان يعود العراق الى قدرته الانتاجية التي تصل الى 3.1 مليون برميل يومياً في مدى شهرين. يُشار الى ان الولاياتالمتحدة استوردت نفطاً عراقياً العام الماضي بمعدل 707 الاف برميل يومياً وبنحو ثلاثة اضعاف ما استوردته من الكويت الذي لم يتجاوز معدل صادراتها النفطية الاميركية نحو 246 الف برميل يومياً. ولا تزال السعودية اكبر مصدر نفطي الى الولاياتالمتحدة بنحو 1.367 مليون برميل يومياً حسب احصاءات وكالة الطاقة الدولية عن عام 1999.