نيودلهي - أ ف ب - يصل الرئيس بيل كلينتون اليوم الى نيودلهي في اول زيارة لرئيس اميركي الى جنوب آسيا منذ 22 عاماً، آملا في التوصل الى نزع فتيل التوتر بين الهندوباكستان ومصمماً على إرساء شراكة مع الهند القوة العظمى المقبلة. وتشكل الهند المحطة الرئيسية لجولته التي تستمر ستة ايام ويزور خلالها بنغلادش الاثنين كما يتوقف لبضع ساعات السبت المقبل في باكستان الخاضعة للنظام العسكري. وتترقب الهند وصول كلينتون باهتمام بالغ، إذ أنها ترغب في إعادة توازن السياسة الاميركية لمصلحتها في المنطقة، بعدما تركزت لفترة طويلة على باكستان، كما تأمل في اقامة علاقات متعددة الجوانب جديرة بأكبر ديموقراطيتين في العالم. تجدر الاشارة الى ان جيمي كارتر كان آخر رئيس اميركي يزور الهند في 1978 بعد دوايت آيزنهاور في 1959 وريتشارد نيكسون في 1969. واعلن كلينتون الجمعة ان "الامر الاول الذي آمل انجازه هو اعادة الحرارة الى علاقاتنا مع الهند ... وهناك الكثير من الامور التي نستطيع تحقيقها معا"، بينما قال وزير الخارجية الهندي جسوانت سينغ ان "الديموقراطيتين العظميين تلتقيان الند للند وتتطلعان الى المستقبل". لكن رغبة وتصميم البلدين على الخروج من دوامة التجاهل والتنكر المتبادل خلال عقود يصطدمان في الواقع بمشكلة مهمة، وهي الامن في منطقة يصفها كلينتون ب"الأكثر خطورة في العالم"، وتعتبرها وزيرة الخارجية مادلين اولبرايت انها "برميل بارود". وقال كلينتون "ان البعض في هذه المنطقة يأمل في ان نقبل بالوضع القائم بالنسبة الى السلاح النووي. لكني لن افعل ذلك"، فهو يريد ان تعمد الهندوباكستان اللتان اصبحتا في عداد القوى النووية الى الحد من برامجهما النووية والبدء في حوار لحل خلافهما المستمر منذ اكثر من نصف قرن بشأن كشمير المقسمة. لكن احداً لا يتوقع ان يتوصل البلدان الى توقيع معاهدة تحظر التجارب النووية اثناء هذه الزيارة. كما ان الاحتمال يكاد يكون مستحيلا بأن ترفع كليا العقوبات الاميركية التي فرضت بعد التجارب النووية الهندية في أيار مايو 1998. الى ذلك أكد سينغ ان نيودلهي تتمتع بالسيادة لجهة حاجاتهاالنووية وتعتبر ان واشنطن قبلت بضرورة ان يكون لديها "حد انى من الردع النووي" لمواجهة باكستان والصين. أما بالنسبة الى كشمير فكررت الهند معارضتها أي وساطة اميركية ترغب بها باكستان. ويعتبر المسؤولون الهنود ان واشنطن اقتربت من وجهة نظرهم مؤكدين ان "خط المراقبة" الفاصل بين الجيشين في كشمير غير قابل للانتهاك ويريدون ان يضغط كلينتون على اسلام اباد من اجل ان تحترم هذا الامر وتتخلى عن "الارهاب عبر الحدود". وذهبت الهند الى ابعد من ذلك اذ انها حذرت من ان التوتر في كشمير ينبىء بربيع ساخن جداً وعبرت عن استيائها وسخطها الشديد ازاء عمليات تسلل الناشطين الاسلاميين، مؤكدة ان لصبرها حدودا. من جهتها اعربت باكستان عن ارتياحها الى توقف الرئيس الاميركي في اسلام اباد للقاء الجنرال برويز مشرف. لكن يتوقع ان يتعرض هذا الاخير لضغوط قوية من اجل عودة الديموقراطية والتوقف عن مساندة الارهاب وسيخاطب كلينتون مباشرة المواطنين الباكستانيين عبر التلفزيون. وستدافع اسلام اباد عن قضية الكشميريين الذين تدعم تطلعاتهم الى الاستقلال. ودعت الاحزاب الانفصالية في كشمير الى التظاهر، طالبة من كلينتون التدخل.