أعلن الرئيس حسني مبارك إحراز تقدم في المحادثات بين إسرائيل و"منظمة التحرير الفلسطينية"، مشيرا الى "حل مشكلات كثيرة". واعرب عن التفاؤل بالمرحلة المقبلة"، لافتا في ختام القمة الثلاثية التي ضمت الرئيس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود باراك، الى "خطوات ستعلن قريباً عما تم الاتفاق عليه لدفع عملية السلام". واضاف في بيان مقتضب استعيض به عن مؤتمر كان متوقعاً أن المحادثات "تناولت أهمية دفع المفاوضات على المسارين السوري واللبناني أيضاً". ورحب مبارك بعرفات وباراك واصفاً اللقاء بأنه "جرى في جو ودي ويعطي املاً كبيراً في التقدم في محادثات السلام". واعرب عن تفاؤله في المرحلة المقبلة، قائلا: "إن شاء الله ستعلن بعض الامور قريباً وستستمر عملية السلام مع منظمة التحرير الفلسطينية الى ان تصل الى مداها". واوضح ان اللقاء تطرق الى الحديث عن المسار السوري واللبناني، و"نتمنى ان يحدث تقارب في وجهات النظر في القريب العاجل، وتبدأ مفاوضات السلام بين سورية ولبنان واسرائيل"، مشدداً على ان استئنافها "يؤدي الى الاستقرار في المنطقة". واكد مبارك رفضه ل"تسوية" بل "نريد حلاً يؤدي الى الاستقرار الكامل وبدء التنمية في جميع انحاء المنطقة". وكان عرفات وصل امس الى مدينة شرم الشيخ في اعقاب اجتماع مفاجئ له مع باراك اول من امس في مدينة رام الله اتفقا خلاله على استئناف المفاوضات منتصف آذار مارس الجاري في واشنطن. وفور وصوله عقد جلسة محادثات ثنائية مع مبارك استغرقت نصف ساعة، قبل ان تبدأ القمة الثلاثية. وصرحت مصادر فلسطينية الى "الحياة" أن باراك عرض على عرفات خلال لقائهما في رام الله اعادة الانتشار في 10 في المئة من اراضي الضفة على ان يتم اختيار 1.6 في المئة منها للتنفيذ خلال ايام ثم تستأنف المفاوضات في واشنطن تحت مظلة اميركية، مشيرة الى ان العرض يتضمن أن يكون لقاء واشنطن مجرد افتتاح للمفاوضات التي تستمر بعدها على مستوى رؤساء اللجان من الجانبين. واوضحت المصادر ان الاتفاق بين عرفات وباراك تضمن وضع مبادئ وأسس التسوية الشاملة لكل القضايا في آيار مايو المقبل، على ان تتم اعادة الانتشار في مرحلتها الثانية خلال حزيران وتموز يونيو ويوليو المقبلين، واستبعدت المصادر حضور الطرف الاميركي مفاوضات واشنطن، ف"المظلة الاميركية" تعكس الالتزام والدعم الاميركي للمفاوضات فقط. وأكد الدكتور اسامة الباز المستشار السياسي للرئيس المصري تحقيق بعض التقدم في هذه القمة، معرباً عن أمله في استئناف مفاوضات جادة بهدف التوصل الى تصور واضح لوفاء كل طرف بالتزاماته ومسؤولياته النابعة من اتفاقات سابقة. واشار الباز الى ضرورة المضي قدماً الى النواحي المرحلية وان يؤدي التقدم الحادث الى تحسين الاجواء في المفاوضات، خصوصاً بالنسبة الى مفاوضات الوضع النهائي. وشدد الباز على أن هذه القمة اتفقت على عدم وجود عقبات الآن، وعلى استئناف المفاوضات من دون الدخول في جدل وخلافات جديدة. وقال إن القادة الثلاثة شعروا بتحسن في المناخ العام خصوصاً بعد الاتفاق على بعض النقاط وليس كلها، موضحاً ان النقاط التي اتفق في شأنها كانت ضرورية للتوصل الى تفاهم على بدء التفاوض.