استقبل خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز في الرياض امس وزير الخارجية الفرنسي هوبير فيدرين الذي سلّمه رسالة من الرئيس جاك شيراك. وكان فيدرين قابل امس ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وذكرت مصادر فرنسية مطلعة ان الأمير عبدالله ناقش مع الوزير "الوضع في لبنان، وتساءل لماذا يدفع لبنان الثمن ويتحمل هذه الضربات التي تؤدي الى تدهور الاوضاع الانسانية هناك"؟ واضافت المصادر ان ولي العهد السعودي قال: "لا يوجد مبرر لهذه الهجمات واسرائيل ستدفع الثمن على المدى البعيد". واعلن فيدرين في مؤتمر صحافي في الرياض انه اجرى اتصالاً هاتفياً برئيس الحكومة اللبنانية الدكتور سليم الحص واعرب له عن "تضامن بلاده مع بيروت"، واضاف ان العمليات العسكرية الاخيرة "خرق سافر لتفاهم نيسان" ابريل مطالباً الجميع بضبط النفس. وقال ان فريقاً من الخبراء الفرنسيين سيصل قريباً الى لبنان لاصلاح المنشآت التي طاولها القصف الاسرائيلي. وذكر ان "باريس طلبت من الطرفين وقف التصعيد، والعودة الى روح التفاهم ونصه الذي يهدف الى حماية المدنيين". واعلن ان فرنسا تدعو الى عقد اجتماع استثنائي للجنة المراقبة في جنوبلبنان. وفي الملف العراقي قال فيدرين ان الوضع الحالي "مقيت"، سواء ما يتعلق بالأمن الاقليمي وانعدام الرقابة على العراق او ما يتعلق بالشعب العراقي. واضاف ان بلاده "تبذل جهوداً مضنية للخروج من الوضع الراهن" من دون الفصل بين الامرين، مشيراً الى ان "الامن الاقليمي لا يتحقق الا بوجود لجنة مراقبة على برنامج التسلح العراقي، وعدم استغلال الحكومة العراقية عائدات النفط لاغراض عسكرية". وزاد انه "يتوقع آلية تسمح بتعليق العقوبات المفروضة على العراق" في حال طبقت بغداد القرار 1284، لافتاً الى "امكان رفع الحصار كلياً في حال تأكدنا من التزام العراق". واضاف ان "سياسة الدول الاعضاء في مجلس الامن موحدة" بدليل اجماعها على اختيار هانز بليكس رئيساً للجنة المراقبة انموفيك مشيراً الى ان من مصلحة العراق ان يتعامل مع قرارات المجلس. ورداً على سؤال ل"الحياة" عن تفهم السعودية الموقف الفرنسي من العراق، وهل لدى باريس نية لارسال مبعوث الى بغداد، قال فيدرين: "الوضع الذي نجد انفسنا فيه اليوم في الرياضوباريس هو مطالبة العراق بتطبيق القرار 1284، وفرنسا أبقت اتصالاتها بالعراق كي نسمعه آراءنا ونسمع آراءه ولكن ليست لدينا نية لارسال مبعوث فرنسي الى العراق". وعلمت "الحياة" من مصادر فرنسية مطلعة ان الوفد الفرنسي اعرب عن ارتياحه الى تفهم السعودية الموقف الفرنسي حيال الوضع في العراق، وقالت المصادر ان السعودية "تتفهم اسباب التحرك الفرنسي وتعلم انه ليس انحيازاً الى النظام العراقي". وكانت "الحياة" سألت فيدرين هل ناقش مع المسؤولين السعوديين موضوع التحرك السعودي بين المغرب والجزائر، فقال: "تحدثنا عن الاوضاع في المغرب العربي في شكل عام، ولم نتطرق الى مساعٍ حميدة بين المغرب والجزائر". وذكر الوزير في بداية مؤتمره الصحافي ان محادثاته في السعودية شملت تعثر عملية السلام في الشرق الاوسط، وقال ان فرنسا "ملتزمة مساندتها وستبذل ما في امكانها للتوصل الى حلول منصفة وبالتالي دائمة". ولفت الى ان محادثاته شملت الوضع في الشيشان والموقف الفرنسي من الحرب هناك، وقال: "من الوهم ان تعتقد موسكو بالحل العسكري" وعليها ان تسعى الى الحل السياسي.