} قرر مجلس الامن مواصلة مشاوراته لاختيار رئيس للجنة الجديدة التي كلفت نزع اسلحة العراق، بعد فشله أول من أمس في الاتفاق على ترشيح الأمين العام للأمم المتحدة كوفي انان السفير السويدي رالف اكيوس بسبب رفض روسياوفرنسا والصين الترشيح. واعلن الناطق باسم الاممالمتحدة فريد ايكهارت ان "المسألة باتت في يد مجلس الامن"، فيما أعربت الولاياتالمتحدة عن اسفها لمعارضة اختيار اكيوس رئيسا للجنة انموفيك، واكدت ان ذلك يؤدي الى اضعاف الامين العام في أداء مهماته. واشنطن، نيويوركالاممالمتحدة - "الحياة"، أ ف ب، رويترز- اعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية جيمس روبن ان "من دواعي السخرية ان دولاً مثل فرنساوروسيا كانت تطالب بتعزيز صلاحيات الامين العام هي التي تعارض قراره"، معتبراً ان "من الصعب العمل في مثل هذه الأجواء". ولم يعلق روبن على اسباب معارضة اختيار اكيوس لكنه اعتبر ان موقف باريسوموسكو مطابق للرغبات العراقية. وأضاف: "على العراق ألا يملي علينا الطريقة التي يشكل بها مجلس الامن والاممالمتحدة نظام التفتيش". وقال السفير الاميركي لدى الأممالمتحدة ريتشارد هولبروك الذي يرأس مجلس الامن: "لم يكن هناك اجماع، وسيواصل المجلس بالتالي مشاوراته بطريقة ثنائية". وذكر ان المجلس لم يحدد موعدا لانتهاء المحادثات، مشيرا الى ان العملية قد تستغرق أياماً أو اسابيع. وأصر هولبروك على ان ترشيح اكيوس ما زال قائما، بينما أوضح ديبلوماسيون ان الامر مختلف الآن. وقال رئيس المجلس ان وزيرة الخارجية الاميركية مادلين اولبرايت ستناقش الأمر مع نظرائها هاتفياً. وتابع ان مجلس الامن لم يطلب من انان اقتراح اسماء جديدة بل يواصل مناقشة المسألة و"لن نعيدها الى الأمين العام". وكان هولبروك جدد قبل عقد جلسة المجلس أول من أمس دعم الولاياتالمتحدة ترشيح اكيوس. وقال: ان واشنطن "تساند بقوة وحماسة اختيار الامين العام لاكيوس لرئاسة لجنة المراقبة والتحقق والتفتيش في العراق انموفيك". وتابع: "لا يمكن أحد ان يشكك بنزاهة توصله انان الى هذا القرار، والولاياتالمتحدة تدعمه بقوة". وأشار الى ان انان كان يبحث "بعدالة وذكاء عن مرشح الحل الوسط والعراق ليس عضواً في مجلس الأمن، ولا يملك بالتالي حق النقض في عملية اختيار" رئيس "انموفيك"، ووصف اعتقاد بغداد بأن لها نفوذاً في اختيار رئيس لجنة نزع السلاح بأنه "مصدر تهديد للأمن والسلم الاقليمي والدولي". لكن السفير الروسي لدى الاممالمتحدة سيرغي لافروف اكد ان ترشيح اكيوس المرفوض من العراق أدى الى "طريق مسدود"، مضيفاً: "لا نريد اي رابط مع اونسكوم التي فقدت صدقيتها". وذكر مساعد السفير الصيني شين غوفانغ ان "الرئيس الجديد للجنة يجب ان تكون له علاقات تعاون مع جميع الاطراف بمن فيها العراق". أما سفير فرنسا فقال ان سبب الاعتراض على اكيوس هو ان "انموفيك هيئة جديدة، ونريد شخصاً جديداً ليرأسها". واكد ديبلوماسيون ان عدداً من اعضاء مجلس الامن، مثل ماليزيا وبنغلادش وتونس، اعربوا عن رغبتهم في التوصل الى اجماع بين الاعضاء الخمسة عشر. لكن المهمة تبدو صعبة، فبمعزل عن مسألة رئيس "انموفيك" مازالت الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن الولاياتالمتحدة والصين وفرنسا وبريطانيا وروسيا منقسمة جدا على ملف العراق، خصوصاً لجهة ما على بغداد ان تنجزه في مجال ازالة الاسلحة قبل رفع العقوبات الدولية. واشار بعض الديبلوماسيين الى امكان طرح اسماء قديمة لترؤس "انموفيك" مثل سفير فنلندا في اسرائيل باسي باتوكاليو وهو خبير سابق في نزع الاسلحة، أو الديبلوماسي الجنوب افريقي عبد الممينتي. ونفى السفير الروسي سيرغي لافروف ان تكون موسكو تحذو حذو العراق الذي احتج بشدة على ترشيح اكيوس، مبرراً موقف بلاده بأنه من دون مساندة بغداد ستفشل اللجنة الجديدة. وأوضح ان العراق قد يقبل القرار 1284، الامر الذي قد يؤدي الى رفع العقوبات التجارية عنه بعد تشكيل اللجنة وعرض مهماتها على مجلس الامن، في حال ابدت بغداد تعاوناً.