تواصل الديبلوماسية الفرنسية مساعيها المكثفة لايجاد حل للأزمة مع العراق، عبر الاتصالات التي يجريها وزير الخارجية هوبير فيدرين، وعبر موفدين العواصم العربية لاطلاعها على الموقف الفرنسي من معالجة الأزمة والاستماع الى وجهات نظرها. وقالت الناطقة باسم الخارجية الفرنسية آن غازو - سكوريه ان فيدرين أجرى اتصالات شملت كل من وزيرة الخارجية الأميركية مادلين اولبرايت ووزير الخارجية الروسي ايفغيني بريماكوف والأمين العام للأمم المتحدة كوفي أنان. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان اولبرايت أبلغت فيدرين، خلال الاتصال ان الاقتراحات التي تضمنتها رسالة بريماكوف في شأن العراق غير مقبولة من الجانب الأميركي. وأشارت المصادر الى أن الفارق بين الموقفين الفرنسي والروسي يكمن في تأكيد فرنسا المستمر لعدم وجود بديل عن اللجنة الدولية المكلفة لنزع أسلحة الدمار الشامل العراقية. وذكرت ان الرسالة التي سلمها دوفورك الى صدام تتضمن تأكيد للصداقة بين البلدين ونصيحة بالسماح للجنة الدولية بمعاودة عملها والا تعرض العراق لضربة عسكرية لن يكون في وسع فرنسا ان تحول دونها. وذكرت ان فيدرين وبريماكوف تبادلا المعلومات عن اللقاءات التي أجراها كل من المبعوث الروسي فيكتور بوسوفاليوك والفرنسي برتران دوفورك في بغداد، واتفقا على الاستمرار في توجيه الرسائل الى الجانب العراقي لحمله على الاقتراب من موقف مقبول من جميع أعضاء مجلس الأمن. وفيما يواصل دوفورك جولته في الشرق الأوسط التي تشمل مصر وسورية والرياض والكويت، ينفصل عنه اليوم كل من مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال افريقيا في الخارجية جان كلود كوسران والمسؤول عن شؤون الأممالمتحدة في الوزارة جان دوغلينياستي، ليجول كل منهما على عدد من الدول العربية. وأوضحت المصادر ان كوسران سيزور كلا من تل أبيب وبيروت وعمان في حين يتوجه دوغلينياستي الى أبو ظبي والبحرين ومسقط ويقوم أمين سر الدولة لشؤون الصناعة الفرنسي كريستيان بيرييه بزيارة لكل من صنعاء والدوحة. وأشارت غازو - سوكريه الى أن فرنسا ماضية في مساعيها للافساح في المجال أمام حل سياسي مقبول من مجلس الأمن واللجنة الدولية والعراق، بما يتيح تجنب استخدام القوة الذي ستكون لها عواقب وخيمة على العراق وعلى استقرار المنطقة. في دمشق، اجتمع وزير الخارجية السوري السيد فاروق الشرع أمس مع دوفورك واستمع منه الى "شرح لنتائج مهمته في بغداد والجهود الديبلوماسية لمعالجة الوضع الراهن بين العراقوالأممالمتحدة". وقالت مصادر رسمية ان الشرع "نوه بجهود فرنسا الرامية الى ايجاد حل سياسي للأزمة وتجنيب الشعب العراقي المزيد من المعاناة". وأشارت مصادر المجتمعين الى وجود "تطابق بين الرأيين الفرنسي والسوري، إزاء رفض استخدام القوة"، وأوضحت ان "أي ضربة للعراق ستؤدي الى زيادة التوتر في المنطقة ومعاناة الشعب العراقي ووضع عراقيل اضافية أمام عملية السلام في الشرق الأوسط". وقالت مصادر ديبلوماسية فرنسية ان زيارة دوفورك تعكس "رغبة باريسودمشق في استمرار التشاور والتنسيق بينهما". في غضون ذلك، بثت اذاعة دمشق ان الأمر "الأخطر" في "لعبة العدوان على العراق"، هو اشراك اسرائيل "المعتدية الأولى والأساسية على مجلس الأمن". وقالت في تعليقها السياسي أمس ان واشنطن ولندن "لم تصدرا أي احتجاج" ضد الممارسات الاسرائيلية "والمخزون الكبير من القنابل النووية" في وقت يريد الطرفان "ان نصدق بأنهما يدافعان عن قرارات مجلس الأمن بدعوتهما الى ضرب العراق". في الكويت رويترز، قال ديبلوماسيون غربيون أمس ان من المتوقع ان يزور دوفورك السعودية والكويت اليوم للبحث في نتائج زيارته للعراق. وقال ديبلوماسي ان دوفورك "يريد شرح طبيعة مهمته في العراق كما أنه حريص على الاستماع الى تقويم كل من السعودية والكويت للأزمة".