أعلن البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير، مباشرة أمس، موقفه من مشاركة ممثله مطران صور مارون صادر في جنازة الرجل الثاني في "جيش لبنان الجنوبي" الموالي لإسرائيل عقل هاشم في بلدة دبل الجنوبية الحدودية، والإنتقادات التي وجّهت إليه بسببها. فقال صفير، خلال لقائه نقيب المحررين ملحم كرم في بكركي، "ان المواقف التي نتخذها نابعة من اقتناعنا، ولا فضل لنا بها لأن من سبقنا على هذا الكرسي عبّد لنا الطريق التي توصل إلى ما يصبو إليه الشعب وهو الحرية والكرامة والسيادة والإستقلال والقرار الحر والفخر بالإنتماء إلى لبنان". وأضاف، في ما يتعلق بالمشاركة في الجنازة "نحن مع تحرير الأراضي اللبنانية، وموقفنا لم يتغير ولن يتغير. وقد يكون الموضوع ضُخّم، وربما ظن الذين أثاروه أنهم يدافعون عن قضية، هي في هذا الوضع خاسرة، لأننا صوّرنا كأننا في لبنان مختلفون، والرابح من ذلك معروف. هذا أمر لا جدل فيه، ونحن نعرف من تسبّب بالتهجير في لبنان، ومن يحاول أن يعيد المهجّرين الى مواقعهم. فالبلد لا يمكنه العيش في هذا الوضع، وما دام هناك مهجّرون لم يعودوا إلى قراهم وإلى العيش المشترك، سيظل لبنان في تعثر، والمستفيد هو من يظن انه لا يفيدنا، وهو المستفيد من كل خلاف يحدث بين اللبنانيين. يكفينا دروس في الوطنية حتى من أبنائنا"، في اشارة الى نائبين مارونيين انتقدا مشاركة ممثل صفير في الجنازة. واعتبر صفير "ان مواجهة السلام الآتي والعولمة والإنفتاح بين الناس، لا تتم إلاّ بآراء وصفوف موحّدة، وما دمنا نرى ان هناك تباعداً في الرأي، فهذا لا يبشّر بالخير. وثمة من يقول في الأوساط الدولية الكبرى التي تصنع القرار ان هذا البلد غير قابل للحياة، ولا يمكنه أن يقوم بتعهّداته حيال نفسه". وأكد "ان لبنان يجب ان يكون صاحب رأي، وأن يكون هناك اتحاد في الرأي، وتوافق بين مختلف أبنائه". وإذ دعا النائب منصور غانم البون النواب الموارنة الى اجتماع مع صفير للبحث في ما اثارته المشاركة في جنازة هاشم، اعتبر النائب رشيد الخازن "اننا لا نأخذ الموضوع من الناحية المارونية، بل ينبغي لنا تجاوز واقع في هذه المرحلة المصيرية من اجل التضامن ودعم الدولة". وأشار الى "ان الحملة على المشاركة مؤسفة"، وإلى أن مواقف صفير "واضحة من المقاومة تأييداً، ومن إسرائيل". وطالب وزير الإعلام أنور الخليل بالإعتذار من البطريركية، بعدما أرسل إلى أمانة سرّها كتاباً رسمياً يطلب فيه توضيح الأمور. وقال "ان المطران قام بواجب التعزية باسم البطريرك، فما هي الجريمة التي ارتكبت؟". وانتقدت الرابطة المارونية والإتحاد الكاثوليكي العالمي للصحافة الحملة على صفير وتضخيم مشاركة ممثله في الجنازة، ورفضا "إعطاءه دروساً في الوطنية". الى ذلك، اوضح المكتب الاعلامي في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ان رئيس المجلس الامام الشيخ محمد مهدي شمس الدين لم يستقبل اي موفد للبطريرك صفير، وأن "ما حدث في بلدة دبل المحتلة انزل اساءة كبيرة الى كرامة لبنان وسيادته وقدسية المقاومة وثوابت الوفاق الوطني اللبناني، وأن الامر يحتاج الى معالجة عميقة وجذرية لم تحصل حتى الآن".