تغلق اليوم أبواب الصرح البطريركي في بكركي (جبل لبنان)، على أعضاء سينودس مطارنة الموارنة الذين حضروا من أنحاء العالم لانتخاب بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق خلفاً للبطريرك الحالي الذي قبل الفاتيكان استقالته نصر الله صفير. وأمام هؤلاء مهلة عشرة أيام لاختيار البطريرك الخلف، في انتخابات لا تعتمد على الترشيح إنما على تحكيم كل مطران لضميره بمعزل عن العالم وتأثيراته. وكان البطريرك صفير وفي آخر يوم من ولايته لكرسي البطريركية، واصل استقبال شخصيات سياسية واجتماعية ووفود جاءت لشكره على مواقفه على مدى ربع قرن بطريركاً ومثله مطراناً. وفي مقدم الزوار رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، رافقه النائب زياد القادري والنائب السابق غطاس خوري، المستشار الإعلامي هاني حمود، مدير مكتبه نادر الحريري ومستشاره السياسي داود الصايغ، وكان في استقباله على المدخل الرئيسي للصرح الأب ميشال عويط. وعلى الفور، انتقل الحريري الى صالون الصرح وعقد خلوة مع صفير. وقال الحريري: «نزور ضمير لبنان، وكما تعلمون فان والدي الشهيد كان يقول إن غبطته هو ضمير لبنان وما زال، ونحن في هذا اليوم زرنا غبطته لأنه كان دائماً يعطينا النصائح لمستقبل لبنان، وكان صريحاً في ما يقوله للبنانيين... كان يمكن في بعض الحالات أن يشكل الحركة الأساسية لتشجيع اللبنانيين ليكونوا أقوياء في مواجهة التحديات كافة، وكان دائماً يدعو الى الوحدة وما زال، ونطلب منه أن يذكرنا في صلواته وفي فكره». وأكد أن «هذه الزيارة ليست الأخيرة بالعكس سنتواصل في شكل دائم مع غبطته، وفي الأوقات الصعبة عندما كنا نزوره كان يقدم النصيحة الصحيحة والتي تصيب وتخدم لبنان واللبنانيين. وقف دائماً مع العدالة ومع استقلال لبنان وسيادته واحترامه ومع جميع اللبنانيين ولم يفرق بين لبناني وآخر، وكل ما يريده هو نصرة الحق والعدالة والاستقلال والحرية والديموقراطية لجميع اللبنانيين، وهو يرى الجميع متساوين، مشدداً على اللحمة بين المسيحيين والمسلمين والعيش المشترك. وكان يبارك ما نقوله في ما خص المناصفة واتفاق الطائف وهو من الأشخاص الذين وقفوا ضد الحرب الأهلية، والذي أوصل لبنان الى بر الأمان». ومن زوار بكركي وفد من جمعية أندية «الليونز في المنطقة 351 - لبنان والأردن والعراق» برئاسة الحاكم السيدة مرسيل سلامة التي شددت في كلمة على مواقف البطريرك صفير الوطنية، وقدمت له درع الجمعية عربون تقدير وشكر، ورد صفير قائلاً: «كلما غاب سيد قام سيد، وكلما تنحى بطريرك يقوم مكانه بطريرك آخر ليقوم بالواجب تجاه الطائفة والبلد الذي يكون فيه وتجاه جميع الموارنة واللبنانيين المنتشرين في العالم أجمع». وقال صفير أمام وفد كبير من فعاليات أبناء مدينة جبيل: «نسأل الله أن يبارككم ويبارك عيالكم ويبقيكم في إيمان آبائكم وأجدادكم وأن يوفقكم الى كل خير». ومن زوار بكركي رئيس «الرابطة المارونية» جوزف طربيه على رأس وفد من الرابطة توجه الى البطريرك بالقول: «كنتم الراعي الصالح والوكيل الأمين والمدبر الحكيم ونحن نعتبر أن هذا التنحي الذي جرى بترفع قمتم به بعدما حفظتم الشريعة وأتممتم الوديعة وإننا نشكركم على كل ما فعلتموه في سبيل لبنان». ورد البطريرك شاكراً ومرحباً، وقال: «نشكر الله تعالى على أنه أولانا أن نكون بطريركاً للطائفة المارونية ونشكره على كل ما أتانا وما نقوم به جرياً على رسائل من سبقنا على السدة البطريركية، ونشكر جميع الذين آزرونا في القيام بواجبنا ومن أحاط بنا ولا يزالون ونسأل لهم التوفيق». وزار بكركي أعضاء «الفريق العربي للحوار الإسلامي - المسيحي» في لبنان، وهم: عباس الحلبي، القس رياض جرجور، محمد السماك، السيد هاني فحص، كميل منسى، حارس شهاب وسعود المولى، الذين شكروا البطريرك على تعاونه مع الفريق العربي في ما يخص العلاقات الإسلامية - المسيحية. وقال القس جرجور: «طيلة ربع قرن من حبريته على رأس كنيسة أنطاكيا للموارنة ما انقطع غبطته يوماً عن دعم كل المساعي التي تؤول الى تعميق العيش المسيحي - الإسلامي المشترك، واهتمامه بترسيخ الحضور المسيحي في المشرق العربي». وتلقى البطريرك صفير اتصالاً هاتفياً من شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن.