أثار تكليف البطريرك الماروني الكاردينال نصرالله صفير مطران صور مارون صادر تقديم التعزية باسمه الى عائلة الرجل الثاني في "جيش لبنان الجنوبي" الموالي لإسرائيل عقل هاشم الذي قتل في عملية ل"حزب الله" قبل ثلاثة ايام، لغطاً وردود فعل. وزار صفير امس رئيس الجمهورية إميل لحود في قصر بعبدا، بناء على موعد سابق، ليودعه قبل ان يغادر بيروت الى روما للاحتفال بعيد مار مارون، على ان يترأس اليوم الاجتماع الدوري الشهري لمجلس المطارنة الموارنة. وكان المطران صادر الذي ترأس مراسم تشييع هاشم في بلدة دبل الجنوبية الحدودية، اعلن في عظة ألقاها ان صفير كلفه ان يقدم باسمه الى عائلة هاشم و"جميع المفجوعين به تعازيه الأبوية" معبّراً لهم عن "عواطفه ومحبته وتضامنه معهم". وحيال ذلك، صدرت انتقادات لهذه الخطوة، فاستوضحت "الحياة" أمين سر البطريركية المارونية الأب ميشال عويط حقيقتها، فقال ان عائلة هاشم "نعت البطريرك صفير الرئيس الروحي للطائفة التي تنتمي اليها، فكلّف المطران صادر القيام بالواجب...". وأضاف "اما ما نقل عن لسان المطران في العظة فمزيد عليه كثيراً". وكان السيد محمد حسين فضل الله اعتبر ان التعزية بمقتل هاشم "تمثل خطيئة كبرى في حق الوطن وجرحاً وطنياً لا يمكن ان تردمه التبريرات، او حتى ما يدور في خلد البعض ان بعض العملاء في المنطقة المحتلة يمثلون حصانة لهذه الطائفة او تلك". وأضاف "انهم يمثلون العمالة والاجرام والخيانة، ولا احد في العالم يستطيع تبرير خيانتهم وطنهم، بما في ذلك العدو نفسه، وبرهنت المقاومة انها تتعامل مع العملاء جميعاً بصفتهم الخيانية بصرف النظر عن هويتهم المذهبية". لكنه "على رغم الخطأ الجسيم نؤكد ان المرحلة لا تحتمل اياً من اشكال الانقسامات الداخلية، ونترك للتاريخ ان يحكم على مواقف كهذه نريد للبنانيين ان يعملوا على تعزيز وحدتهم الداخلية التي تجلت بموقف جماعي انطلق من رئيس الجمهورية الى القاعدة كلها". واستغرب النائب إيلي حبيقة ارسال صفير ممثلاً عنه الى التشييع ووقوفه جنباً الى جنب مع الضباط الاسرائيليين ومع قيادات القوى المتعاملة وترؤس رتبة الدفن التي هي واجب روحاني يمكن اي كاهن ان يقوم به"، آملاً ان يكون ما حصل "هفوة تصححها البطريركية سريعاً". ورأت "هيئة علماء جبل عامل" ان في التعزية "اساءة الى الموقف الوطني العام الملتف حول المقاومة"، ووصفها عضو تجمع العلماء المسلمين الشيخ ماهر حمود بأنها "مغالطة كبرى تتناقض والاجواء الداعمة للمقاومة وللقانون اللبناني الذي دان عقل هاشم".