نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز، افتتح ولي العهد السعودي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، أمس، فعالىات الدورة الخامسة عشرة لمهرجان الجنادرية الوطني للتراث والثقافة. ومن أبرز فقرات الافتتاح: سباق الهجن الرئيسي والحفلة الخطابية والفنية، وتكريم الشخصية الثقافية السعودية الفريق متقاعد يحيي عبدالله المعلمي، وقصيدة للشاعر الدكتور صالح بن سعيد الزهراني وأخرى نبطية للشاعر العميد خلف بن هذال العتيبي. وعرض الاوبريت الغنائي الذي كتب كلماته الشاعر عبيد دخيل الله الدبيسي ولحنه الفنان صالح الشهري وشاركت في أدائه نخبة من كبار الفنانين السعوديين هم طلال مداح ومحمد عبده وعبادي الجوهر وعبدالمجيد عبدالله ورابح صقر وخالد عبدالرحمن وراشد الفارس. مهرجان هذا العام، في قرية الجنادرية، ستتمثل فيه ولمدة أسبوعين، البلاد السعودية بكاملها من خلال الأجنحة والبيوت والحرف والعادات والتقالىد التي تعكس ثراء العرب القدماء، والى جانبها، ستوضع ملامح المدينة، بحيث تظهر المملكة العربية السعودية الحديثة. وهناك عروض مفتوحة في السوق الشعبية لقرية الجنادرية، فضلاً عن ساحة الالعاب الشعبية وصالة للعروض الفنية وللشعر الشعبي وأجنحة للمؤسسات الحكومية ولامارات المناطق، وعروض الفروسية وسباق التحمل. ويفتتح الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز، نائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، مساء الىوم، فعالىات النشاط الثقافي للمهرجان، في قاعة الملك فيصل للمؤتمرات. وسيكون الموضوع هذا العام "الاسلام والشرق". وقال الأمير متعب إن فعالىات المهرجان ونشاطاته "أصبحت منبراً للفكر الصادق والحوار البناء، وأصبح المهرجان أحد أهم الاحداث الثقافية في العالم العربي كما وجدت فعالىاته أصداء واسعة في مختلف أنحاء العالم"، مشيراً، الى تزامن النشاط الثقافي للمهرجان "مع انطلاق فعالىات برامج الرياض عاصمة الثقافة العربية لعام 2000، الذي يجسد الدور الريادي الذي تحتله المملكة في المجال الثقافي، والذي يأتي امتداداً للدور القيادي والحضاري والموقع الذي تمثله المملكة في العالمين العربي والاسلامي، لا سيما وهي تحتضن أشرف المقدسات: بيت الله الحرام ومسجد نبيه الكريم". وأضاف: "ان ما تحقق من نجاح كبير للمهرجان في دوراته الماضية ضاعف من حجم المسؤولية الملقاة على عاتق الحرس الوطني لاستمرار نجاحه وتطوره حتى يصل الى مستوى تطلعات المتابعين و يحقق أهدافه ورسالته". وفي اطار الفعالىات الثقافية تقام غداً الجمعة الأمسية الشعرية الاولى يحييهاالشعراء: سعدي يوسف ووليد قمباز والمنصف الوهابي وسيف الرحبي واحمد قران الزهراني، ويديرها الدكتور سعد البازعي. وتعقبها ندوة "الخلفيات التاريخية للعلاقات بين الاسلام والشرق" يشارك فيها الدكتور عوض عطا البادي والدكتور احمد الشيشاني والدكتور ظفر الاسلام وحيد الدين خان والدكتور محمود زهدي عبدالمجيد والدكتور حمود النجيدي. كما تشمل فعالىات المهرجان، نشاطاً ثقافياً نسائياً يتضمن ندوة بعنوان "المرأة المسلمة في أدبيات النهضة والتنوير... نقد وتقويم"، وندوة "الاسرة المسلمة في خضم العولمة"، وأمسية أدبية تشارك فيها مجموعة من الاديبات السعوديات والعربيات. ويختتم النشاط الثقافي فعالىاته بأمسية شعرية يحييها الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير. وتشارك دارة الملك عبدالعزيز في المهرجان فتعرض في جناحها معلومات تاريخية موثقة عن المملكة العربية السعودية وقادتها ونماذج من الوثائق والصور النادرة للملك عبدالعزيز رحمه الله، بالاضافة الى عرض نماذج من اصداراتها من بينها مجموعة مكتبة الدارة للمئوية التي بلغت 25 اصداراً لمناسبة مرور مئة عام على تأسيس المملكة العربية السعودية اضافة الى بعض البرامج الثقافية لمناسبة اختيار الرياض عاصمة للثقافة لعام 2000م. يذكر أن مهرجان الجنادرية منذ انطلاقته في العام 1985، نجح في تحقيق معظم اهدافه، ومن أبرزها تأكيد الاهتمام بالتراث وتوسيع دائرة الاهتمام بالفكر والثقافة، وتعدى ذلك ليصبح أهم المنتديات الفكرية المعاصرة في تبني قضية تأصيل الهوية العربية الاسلامية ومنبراً لتلاقح الرؤى والأطروحات حول مختلف القضايا الملحة، مقدماً بذلك اسهاماً مقدراً في حوار الحضارات وإثرائها بالمفيد من الافكار.