أجرى موفد الامين العام للأمم المتحدة الى الصحراء وليام ايغلتون اول من امس محادثات مع مسؤولين مغاربة في الرباط. وذكرت مصادر في الاممالمتحدة ان ايلغتون اجتمع مع وزير الداخلية المغربي الجديد السيد احمد الميداوي، وكاتب الدولة في الداخلية محمد عالي الهمة في اول محادثات بين الطرفين منذ اقالة وزير الداخلية السابق السيد ادريس البصري الذي كان يدير ملف الصحراء والعلاقة مع الاممالمتحدة. وتوقعت المصادر ان يكون ايلغتون عرض مع المسؤولين المغاربة تطورات الوضع في الصحراء الغربية، في ضوء اقتراح ارجاء الاستفتاء الى موعد غير محدد، نتيجة تزايد ملفات الطعون في لوائح المقترعين. في غضون ذلك، بدأ مسؤول في مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة مشاورات مع الاطراف المعنية بنزاع الصحراء في جانبه المتعلق باعادة توطين اللاجئين. وقالت مصادر المفوضية ان سورين بيترسن بدأ امس زيارة للجزائر في اطار جولة ستقوده الى مخيمات تيندوف جنوب غربي الجزائر والعيون كبرى مدى المحافظات الصحراوية والرباط. وستتمحور محادثاته مع المسؤولين في المنطقة حول الاجراءات ذات الصلة باعادة اللاجئين. لكن تنفيذ الخطة يظل، بحسب مصادر الاممالمتحدة، رهن بناء الثقة والانتهاء من احصاء اللاجئين المرشحين للعودة الطوعية، وكذلك انتهاء عمليات تحديد الهوية. ومعلوم ان خطة الاممالمتحدة تنص على عودة اللاجئين المتحدرين من اصول صحراوية برفقة اسرهم الى مناطقهم الاصلية. الى ذلك، بدأ وفد برلماني ايطالي زيارة للمحافظات الصحراوية، وصرح ايفو ترولي، رئيس الوفد، بأن بلاده تدعم خطة التسوية التي ترعاها الاممالمتحدة. واوضح انه درس وبعثة "المينورسو" في المنطقة اسباب ارجاء الاستفتاء استناداً الى التأخير الحاصل في تنفيذ الاجراءات ذات الصلة بالاقتراع. واجتمع الوفد الايطالي مع صحراويين انشقوا عن جبهة "بوليساريو" قدموا شهادات حول وقائع "انتهاك حقوق الانسان" في مخيمات تيندوف. وفي الاطار نفسه، جدد رعايا صحراويون مطالبهم الى حكومة الرباط لتحسين اوضاعهم المعيشية. ونفذوا اعتصامات امام مبان حكومية في الرباط، ضمنها وزارة العدل، مطالبين بمعاودة النظر في الاحكام الصادرة ضد المتورطين في حوادث "العيون" الاخيرة. وقال شهود ان مناطق صحراوية غير متنازع عليها عرفت الاسبوع الجاري تنظيم تظاهرات امام مقرات ادارية رسمية للمطالبة بايجاد فرص عمل للعاطلين الشباب. وكان وفد حكومي زار المنطقة في نهاية الشهر الماضي، وتمنى على ممثلي الصحراويين التزام الهدوء وضبط النفس. ويشتكي سكان هذه المناطق من "الحيف" الذي يطاولهم. وقال منشقون عن "بوليساريو" ان مئات الاشخاص المتمردين الذين كانوا نزحوا الى شمال موريتانيا وتجمعوا في منطقة مجيك، المحاذية للجدار الامني الذي اقامته القوات المغربية ابان فترة حرب الصحراء لصدّ هجمات المقاتلين الصحراويين، عادوا الى مخيمات تنيدوف. واضافوا ان هؤلاء جددوا دعمهم القائد ايوب الحبيب الذي يتزعم حركة انشقاق ضد محمد عبدالعزيز زعيم جبهة بوليساريو.