عبرت الرئاسة الجزائرية عن رفضها التصريحات التي أدلى بها الوزير الأول الفرنسي ليونال جوسبان عن المقاومة اللبنانية. وقالت، في تعليق رسمي بثته "وكالة الانباء الجزائرية"، انها "تتابع باهتمام بالغ تطبيق مسار السلام في الشرق الأوسط" وأنها "لا تنوي المشاركة بصفة مباشرة أو غير مباشرة في تطوير مسار تم من دونها مع انها وعلى غرار كل البلدان العربية لن تكف عن العمل من اجل تحقيق سلام عادل ودائم في الشرق الأوسط". ورأت الرئاسة الجزائرية ان أدنى شروط تحقيق هذا السلام تتمثل بطبيعة الحال في "احترام الحدود السورية ل4 حزيران جوان 1967 والسلامة الترابية لسورية ولبنان" وهذا يعني "الانسحاب الفوري واللامشروط للقوات الاسرائيلية من جنوبلبنان طبقاً للائحة مجلس الأمن، اذ ان العدوان الأخير على لبنان لا يندرج في أي حال من الاحوال في اطار البحث عن حل سلمي". وقالت ان المشكلة العويصة التي تحول دون تحقيق السلام في الشرق الأوسط تبقى "إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس، وكذا التسوية النهائية لمشكلة كل اللاجئين الفلسطينيين". وذكرت انه في حال "تطابق نيات تل ابيب مع الحل السالف الذكر والذي تؤيده المجموعة الدولية فإن السلام في الشرق الأوسط سيحتفظ بكل حظوظ نجاحه الا ان المماطلات الاسرائيلية لم تأت بأي جديد منذ احتلال الاراضي العربية في جوان سنة 1967". وهذه المرة الأولى التي تعلن الجزائر فيها موقفها بوضوح منذ مؤتمر مدريد، علماً ان الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة يحاول تعزيز العلاقة مع الولاياتالمتحدة التي تربط تمتين العلاقات بمساهمة علنية وملموسة تبديها الجزائر لدعم المسعى الاميركي في شأن السلام في الشرق الأوسط. وكان الرئيس بيل كلينتون طالب الجزائر بدعم جهوده في مسار التسوية السلمية في الشرق الأوسط خلال لقائه بوتفليقة في الرباط، على هامش جنازة الملك المغربي الراحل الحسن الثاني. من جانب آخر عبرت قوى سياسية جزائرية رفضها تصريحات جوسبان عن المقاومة في جنوبلبنان. وجاء في بيان لحركة مجتمع السلم حمس ان لهذه التصريحات "أثراً سلبياً على مشاعر جميع سكان المنطقة العربية". وذكرت الحركة التي يقودها السيد محفوظ نحناح ان هذه التصريحات لم يكن "موفقاً فيها" نظراً الى مخالفتها الواضحة للسياسة الفرنسية "المتوازنة".