توجه الرئيس المصري حسني مبارك امس مجدداً الى الجزائر حيث التقى الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، بعد محادثات أجراها في فرنسا مع الرئيس جاك شيراك ورئيس الوزراء ليونيل جوسبان، وصرح في ختامها بأنه "متفائل جداً بأن عملية السلام في الشرق الأوسط ستتقدم على المسارين الفلسطيني والسوري - اللبناني" ووافقه شيراك الرأي. وكانت الجزائر في صلب محادثات مبارك الفرنسية، واعرب عن اقتناعه بأن العلاقات الجزائرية - الفرنسية تتطور وان "اللقاء بين مسؤولي البلدين سيتم عاجلاً أو آجلاً". وصرح شيراك عقب استقبال ضيفه المصري في قصر الأليزيه بأنه "يشاركه الشعور بتقدم العلاقات مع الجزائر على قاعدة احترام هوية كل بلد ومصلحته وبروح أخوية". وعلق شيراك على ما كان لاحظه الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة من أنه لم يزر الجزائر بعد، فقال: "أرجو ان تتاح لي سعادة التوجه الى الجزائر، لكن الظروف لم تسمح بذلك حتى الآن". وأكد جوسبان التطرق الى موضوع الجزائر خلال لقائه مبارك. ورد وزير الخارجية المصري عمرو موسى على سؤال ل"الحياة" عن وساطة تقوم بها مصر بين البلدين، فقال: "مصر مهتمة بالعلاقات العربية - الأوروبية ومن الطبيعي ان موضوعاً مثل هذا مطروح في اطار الوضع الجديد في الجزائر" بعد وصول بوتفليقة الى الرئاسة. في المقابل اعربت مصادر فرنسية مطلعة عن حذر في باريس معتبرة ان بوتفليقة أرسل اشارات متناقضة الى فرنسا. فعندما كان متوجهاً الى كران مونتانا في سويسرا وجه رسالة الى نظيره الفرنسي عندما عبر أجواء فرنسا مجدداً بذلك تقليداً سابقاً لم يعد معمولاً به. لكنه انتقد فرنسا بشدة في سويسرا وهاجم ما سماه "سياستها التدخلية والكولونيالية". وأضافت المصادر ان باريس ترحب بتحسن العلاقات وتعتبر الاستعدادات الجزائرية الحالية أفضل من السابقة" الا انها تنتظر التطورات، ولذلك لا مشروع الآن لزيارة شيراك الجزائر والميل هو الى التقدم خطوة خطوة على هذا المسار وصولاً الى اقامة علاقات جيدة بين البلدين. الى ذلك، ناقش الرئيسان المصري والفرنسي موضوع مسيرة السلام، وقال مبارك اثر اللقاء: "لا داعي لأن نتكلم الى ان تتشكل الحكومة الجديدة في اسرائيل، ونلتقي رئيسها ايهود باراك، لكنني متفائل جداً بأن عملية السلام ستتقدم على المسارين الفلسطيني والسوري - اللبناني". واعرب شيراك عن موافقته على هذا الرأي. وعلمت "الحياة" من مصادر مطلعة ان الرئيسين تطرقا مطولاً الى موضوع المسارين اللبناني والسوري ولاحظا ان لدى سورية رغبة ومصلحة في التوصل الى سلام مع باراك. واتفق الرئيسان على ضرورة انسحاب اسرائيل من جنوبلبنان وتطبيق القرار 425، لكنهما أعربا عن اقتناعهما بأن من الأفضل ان يتم ذلك في اطار اتفاق شامل وليس منفصلاً عن المسار السوري. وعبر الرئيس الفرنسي عن أمله بأن يستعيد لبنان بعد ذلك استقلاله تدريجياً، ولاحظ انه في حال توصلت المنطقة الى سلام ستكون هناك تغييرات واسعة في دولها.