عقد العاهل المغربي الملك الحسن الثاني في العاصمة الفرنسية سلسلة لقاءات مع كل من الرئيس جاك شيراك الذي استقبله على عشاء في قصر الاليزيه، ورئيس الحكومة ليونيل جوسبان الذي زاره في قصر مارينييه للضيافة، ووزير الخارجية هوبير فيدرين. وفي لقاء مع عدد محدود من الصحافيين، حضرته "الحياة"، اكد وزير الخارجية المغربي محمد بن عيسى الانفراج في العلاقات الجزائرية - المغربية بعد تولي السيد عبدالعزيز بوتفليقة الرئاسة في الجزائر. وأشار الى ان قمة بين الملك الحسن الثاني وبوتفليقة باتت اكيدة، لافتاً الى مشاركة العاهل المغربي في القمة المغاربية المتوقعة في الجزائر نهاية تشرين الثاني نوفمبر. وأكد ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود باراك سيزور المغرب بعد واشنطن. وعن محادثات الحسن الثاني مع شيراك وجوسبان قال بن عيسى: "عدنا الى تجديد مسيرة العلاقات ضمن اطار يتسم بالتفاهم الكامل حيال القضايا كافة، من منظور جديد للتعاون بين البلدين، وربما في المستقبل بين المغرب العربي والاتحاد الأوروبي". وعبر عن الأمل بأن يفتح اللقاء المرتقب بين العاهل المغربي والرئيس الجزائري آفاقاً جديدة في العلاقات بين البلدين، وأضاف: "لا اعتقد انه تم تحديد موعد للقاء، وربما الموعد الآن قيد التحديد. لكن الأكيد ان هناك قمة بين الملك والرئيس الجزائري". وعن قضية الصحراء الغربية قال: "نؤمن بأن العلاقات الثنائية وإعادة تنشيط اتحاد المغرب العربي يجب الا تكون مرتبطة بالضرورة بقضية الصحراء التي تأخذ مجراها الطبيعي عبر الاستفتاء الذي نتمسك به" المقرر في تموز يوليو العام المقبل. وتابع: "كنا أول الدعاة الى هذا الاستفتاء في عام 1981، ونرى بالتالي ان تفعيل العلاقات مع الجزائر، والعلاقات المغاربية، سيوجد مناخاً جديداً، يكون من السهل في اطاره تناول القضايا كافة بما فيها قضية الصحراء". وعن سبب تأخر معاودة فتح الحدود بين المغرب والجزائر، قال بن عيسى: "هناك اعتبارات ظرفية، ونحن طالبنا دائماً بفتح الحدود ولم نغلقها، لكننا ايضاً نريد توضيح ان كلامي لا ينطوي على اي لوم لأحد، وربما يكون اللوم على الطرفين، في نطاق الظروف التي كان يعيشها كل منهما" عام 1994. وأكد ان العلاقات "ممتازة ومتميزة" مع ليبيا، معبراً عن امله بأن "تعود ليبيا في أسرع وقت للعب دورها كاملاً في المنابر الاقليمية والدولية وفي المنبر الأوروبي - المتوسطي". وتمنى ان تبدأ الحكومة الاسرائيلية الجديدة بتنفيذ اتفاق "واي"، وما يتبع ذلك من محطات في عملية السلام على المسار الفلسطيني. وأكد "ان المغرب يتطلع باستمرار الى شمولية السلام في الشرق الأوسط، على ان يتم ايضاً على المسارين السوري واللبناني". وذكر ان المغرب والملك الحسن الثاني متفائلان "بمناخ التواصل" بين المسؤولين الاسرائيليين والمسؤولين العرب.