أبدى رئيس الحكومة اللبنانية سليم الحص ارتياحه الى نتائج محادثاته في نيويورك. وأكد انه لمس دعماً من جميع الذين التقاهم خلال افتتاح الدورة ال54 للجمعية العمومية للامم المتحدة وتفهماً لموقف لبنان الرافض للتوطين على أراضيه. أنهى الرئيس الحص زيارته الرسمية لنيويورك حيث شارك في افتتاح اجتماعات الدورة ال54 للجمعية العمومية للامم المتحدة، وألقى كلمة لبنان امام المشاركين، على ان يعود والوفد المرافق بعد ظهر اليوم الى بيروت، عبر باريس. وأبدى في تصريح امس في ختام لقاءاته ارتياحه الى نتائج محادثاته لأنه "لمس دعماً من كل الذين اجتمع معهم". وقال "كانت الزيارة مناسبة اتاحت لنا شرح قضيتنا امام العالم بوجود مسؤولين من مختلف انحاء العالم للمشاركة في افتتاح دورة الاممالمتحدة، وللقاء عدد اكبر من هؤلاء المسؤولين والبحث معهم في كل ما يتعلق بلبنان ومنطقة الشرق الاوسط. وكان المحور الابرز مسيرة التسوية في المنطقة". وأضاف ان "لبنان ملتزم مسيرة التسوية ويتطلع الى يوم تستأنف المحادثات، لكنه يلتزم تلازم المسارين اللبناني والسوري، لأن في وحدتهما قوة لسورية وقوة للبنان. ونحن ايضاً نلتزم ضمن ثوابت سياستنا الخارجية، التمسك بالقرار الدولي الرقم 425 الذي يقضي بانسحاب اسرائيل الكامل من الاراضي اللبنانية من دون اي قيد او شرط حتى الحدود الدولية المعترف بها دولياً. هذا ما سيكون عليه موقفنا في حال استؤنفت مفاوضات التسوية، ولن نقبل بأقل ما تضمنه القرار 425". وتابع "تحدثنا عن موضوع المعتقلين اللبنانيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي، حيث يوجد ما يزيد عن 180 اسيراً لبنانياً في السجون، معظمهم من الاحداث والعجز والنساء، وهم يلقون اسوأ معاملة من الجانب الاسرائيلي، وقد طرحنا موضوعهم على الهيئة العامة، وفي محادثاتنا مع المسؤولين الدوليين، وطالبنا بالضغط على اسرائيل من اجل الافراج عنهم". وأجرى الحص محادثات مع الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان، وعرض معه الاوضاع في المنطقة والاعتداءات الاسرائيلية المستمرة على لبنان. وأكد له "الرفض اللبناني لتوطين الفلسطينيين على الاراضي اللبنانية". ونشرت "الوكالة الوطنية للاعلام" الرسمية تقويم مصادر الوفد اللبناني لنتائج زيارة الرئيس الحص لنيويورك، وتوقفت عند بعض لقاءاته. فأوضحت ان الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة ابدى لرئيس الحكومة "اهتماماً بلبنان وبتعزيز العلاقات الثنائية في كل المجالات. واستنكر ما يتعرض له لبنان من عدوان اسرائيلي يومي، معلناً الوقوف مع لبنان وتأييد تنفيذ القرار 425 من دون قيد او شرط". وتابعت المصادر ان رئيس الحكومة الفرنسي ليونيل جوسبان اكد للحص "استعداد فرنسا للمساعدة بكل الوسائل المتاحة لاستئناف المفاوضات على المسارين اللبناني والسوري خصوصاً وعلى مستوى المنطقة عموماً، ولتقديم المزيد من المساعدة في اطار تنفيذ البروتوكول المالي الذي وقعته مع لبنان، وان الحص ابلغ جوسبان ان لبنان يعمل على تنفيذ مشاريع عدة ممولة بواسطة هذا البروتوكول. وشدد جوسبان على تعزيز العلاقات الثنائية ولا سيما في المجالين الثقافي والاقتصادي وأبدى تفهماً للموقف اللبناني الرافض للتوطين". اللقاء الأهم واللقاء الابرز والاهم، بحسب المصادر نفسها، كان مع نائب وزيرة الخارجية الاميركية السيد توماس بيكرينغ الذي طلب موعداً من الحص لاستقباله، وحضر اللقاء مساعد وزيرة الخارجية الاميركية مارتن أنديك. وأضافت المصادر أن بيكرينغ أبلغ الحص "عدم ايجاد صيغة لاستئناف المفاوضات بين سورية واسرائيل حتى الآن، وان الولاياتالمتحدة تنظر جدياً الى عودة المفاوضات وستبذل كل ما في وسعها لحمل الطرفين على الوصول الى جوامع مشتركة، وان الرئيس الحص اطلع من بيكرينغ على أجواء الاتصالات التي تقوم بها الولاياتالمتحدة لمعاودة الحوار". وأشارت المصادر الى أن وزير الخارجية السورية فاروق الشرع وضع الحص في ما آلت اليه الاتصالات في شأن عملية التسوية، وان ليس من جديد حتى الآن على صعيد موعد استئناف المفاوضات. أما وزير الخارجية الإيرانية السيد كمال خرازي فأكد للحص، بحسب المصادر اهتمام بلاده بلبنان من كل النواحي، خصوصاً لناحية "دعمه ضد الاحتلال الإسرائيلي وتحرير أرضه منه"، وركز على "تعزيز العلاقات الاقتصادية". وعرض وزير الخارجية الألمانية يوشكا فيشر "مساهمة بلاده خصوصاً وأوروبا عموماً في تحريك المفاوضات السلمية على كل المسارات خصوصاً على المسارين اللبناني والسوري". وقالت المصادر ان "فيشر ركز على سبل تعزيز العلاقات بين المانياولبنان ولا سيما الاقتصادية منها، وأبدى تفهماً لموقف لبنان من رفضه التوطين". وعرض وزير الخارجية المصرية عمرو موسى جهود بلاده في مجال استئناف المفاوضات داعماً موقف سورية ولبنان بوجوب استئنافها من حيث توقفت عام 1996، ومركزاً على ضرورة تنفيذ القرار 425 من دون قيد أو شرط، ولافتاً الى "ان مصر ستبقى تواصل جهودها واتصالاتها مع الفرقاء المعنيين للوصول الى استئناف للمفاوضات"، ومتمنياً "أن يتم ذلك في وقت ليس ببعيد". وشدد وزير الخارجية الروسية ايغور ايفانوف للحص ضرورة استئناف المفاوضات من حيث توقفت، معرباً عن تأييده الموقفين اللبناني والسوري وتنفيذ القرار 425، ولافتاً الى دور أكبر لبلاده في التسوية. وركز وزير الخارجية الإيطالية لامبرتو ديني، على تأييد بلاده للقرار 425 وتنفيذه، وعرضه جهود ايطاليا لاستئناف المفاوضات، وتحدث عن ضرورة تعزيز العلاقات الاقتصادية بين لبنانوايطاليا في سياق البروتوكولات والاتفاقات الموقعة بين البلدين. وقالت المصادر ان الموفد الأوروبي للشرق الأوسط ميغل انخل موراتينوس عرض للحص الجهود الأوروبية، وركز على تعزيز الدور الأوروبي في جهود التسوية للوصول الى استئناف المفاوضات. وأعرب عن أمله "بإيجاد صيغة للبدء بالمفاوضات على المسارين اللبناني والسوري في المدى القريب".