أنهى البابا يوحنا بولس الثاني زيارة حافلة لمصر استغرقت ثلاثة أيام لقي خلالها حفاوة بالغة. وألقى رأس الكنيسة الكاثوليكية موعظة أمس في حديقة الزيتون خارج دير سانت كاترين في سيناء، أعرب فيها عن شعوره ب"سعادة بالغة وتأثر شديد" لحجه إلى جبل سيناء "الذي يقف شامخاًَ ليذكرنا بتجلي الله لسيدنا موسى عليه السلام في هذا المكان ونزول الوحي بالوصايا العشر". وقال "إن سيدنا موسى تلقى من فوق جبل سيناء قانون الحياة والحرية". ووصف "الوصايا العشر" بأنها "الأركان الحقيقية لحياة البشر والمجتمعات والأمم"، مؤكداً أنها "ستشكل دائماً المستقبل الحقيقي للبشر"، لأنها "تنقذ الإنسانية من قوى التدمير المتمثلة في الانانية والحقد والكذب". ودعا إلى الحفاظ على "الوصايا" باعتبارها "دليلاً على إيماننا بالله"، مشيراً الى أنه من هنا "تأتي الدعوة الملحة من أجل إقامة الحوار بين ابناء ديانات التوحيد الكبرى لما فيه خير الانسانية جمعاء". وكان حوار بدأ منذ التسعينات بين الفاتيكان والكنيسة القبطية المصرية الارثوذكسية وآخر بين الأزهر والفاتيكان في نهاية التسعينات. وأشاد البابا بالدور الذي قام به دير سانت كاترين خلال قرون عدة باعتباره "ملتقى لابناء مختلف الطوائف المسيحية"، معرباً عن أمله في أن يكون هذا الدير خلال الألفية الجديدة "منارة مشعة تدعو كل الكنائس لتتفهم كل واحدة منها الأخرى، وليتكشف أن المهم هو التوصل الى نقاط الاتفاق في حب المسيح". وشارك البابا الصلاة في حديقة الزيتون بطريرك الأقباط الكاثوليك في مصر اسطفانوس الثاني، وانبا الابرشية الاسماعيلية القس مكاريوس وراعي الأقباط الارثوذكس لعموم سيناء الانبا ماكري وكبير اساقفة دير سانت كاترين المطران داميانوس. وقد شكرهم يوحنا بولس الثاني لوجودهم وكلمات الترحيب التي ابدوها تجاهه، معرباً عن أمله في أن يستمر الدير ك"واحة روحية لابناء كل الكنائس". وكان بابا الفاتيكان ترأس مساء أول من امس "اللقاء المسكوني" الذي اقيم في كاتدرائية سيدة مصر للأقباط الكاثوليك في ضاحية مدينة نصر شرق القاهرة وحضره بابا الاسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية البابا شنودة الثالث وبطريرك الاقباط الكاثوليك في مصر الانبا اسطفانوس الثاني والاساقفة الكاثوليك لمنطقة الشرق الأوسط وأعضاء مجلس البطاركة والاساقفة الكاثوليك في مصر ورؤساء الكنائس الكاثوليك في عدد من الدول الأخرى. وفي اللقاء أعرب البابا عن سعادته البالغة بزيارة مصر وتمكنه من الحج "في هذا البلد الذي استضاف وأغاث العائلة المقدسة"، داعياً "الى الحفاظ على التراث المشترك للمسيحية والعمل على توحيد الجماعات المسيحية من خلال الحوار الاخوي المثمر بعيداً عن الجدل العقيم".