شيع جثمان البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، الذي وافته المنية يوم السبت، عن عمر قارب ال89. ونقلت طائرة عسكرية جثمان البابا من القاهرة إلى وادي النطرون في الصحراء الغربية، حيث ووري الثرى، طبقًا لوصيته. وحطت المروحية العسكرية التي أقلت جثمان البابا شنودة ظهر أمس الثلاثاء في المهبط المخصص لها الواقع على نحو أربعة كيلومترات من دير الأنبا بيشوي بوادي النطرون، واحتشدت أعداد كبيرة من الناس حاملين صور البابا الراحل ولافتات تعبِّر عن محبتهم له، وكثَّفت قوات الشرطة العسكرية معزَّزة بآليات خفيفة من وجودها. وأوردت صحف محلية مصرية في وقت سابق أن رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية المشير محمد حسين طنطاوي خصص طائرتين عسكريتين لنقل جثمان البابا ومرافقي الجثمان من الأساقفة إلى مقر الدفن. وكانت مراسم تشييع البابا شنودة الثالث قد أقيمت في وقت سابق أمس الثلاثاء في محيط الكاتدرائية المرقسية للأقباط وبها مقر البابا وسكنه في منطقة العباسية بالقاهرة، حيث أقيم قداس جنائزي شارك فيه أعضاء المجمع المقدس (أعلى هيئة بالكنيسة) وعدد كبير من الأساقفة والكرادلة والكهنة ممثلين عن الكنائس الأرثوذكسية والكاثوليكية والبروتستانتية والإنجيلية بمصر وخارجها. وفود ومشاركات كما شارك في القداس -بحسب الجزيرة نت - ممثلون عن المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية وعدد من الوزراء الحاليين والسابقين ونواب بالبرلمان ورؤساء أحزاب وممثلون حزبيون وآخرون عن الفعاليات النقابية والشعبية بمصر. وكان رؤساء الكنائس القبطية الأرثوذكسية في الخارج وممثلو كنائس أجنبية مختلفة قد توافدوا على مصر في الأيام الماضية للمشاركة في الجنازة، كما قطعت السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون عطلة في بلادها وعادت لحضور القداس. ويذكر أن وزارة الداخلية المصرية وضعت خطة أمنية شاملة لتأمين مراسيم التشييع، شملت تكثيف الوجود الأمني في محيط الكاتدرائية بحي العباسية. وكان البابا شنودة الثالث -وهو البابا رقم 117 في تاريخ الكنيسة الأرثوذكسية المصرية- قد توفي مساء السبت الماضي عن عمر يناهز 89 عامًا بعد صراع طويل مع أمراض في الكُلى والرئة. واحتشد على مدار اليومين الماضيين عشرات الألوف من الأقباط لإلقاء نظرة الوداع على جثمانه الذي سُجي في نعش في البداية ثم أُجلِس على كرسي احتفالي مرتديا ملابس حمراء مذهبة وتاجا ذهبيا وهو يحمل صولجانا مذهب الرأس في مقر الكاتدرائية العباسية. ونتيجة للزحام والتدافع الشديد لقي ثلاثة أشخاص حتفهم وأصيب آخرون بالاختناق. ومن جهة أخرى، صدّق رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية على قرار إعلان حالة الحداد العام في مصر أمس الثلاثاء، ونكَّست جامعة الدول العربية في وقت سابق علمها حدادًا على وفاة البابا. كما أعلنت السفارة المصرية في لندن تنكيس العلم المصري وفتح باب التعازي أمام جموع المصريين في المملكة المتحدة لمدة أربعة أيام. كما نعاه الرئيس الأميركي باراك أوباما والخارجية الإسرائيلية، وصلّى من أجله البابا بنديكت الزعيم الروحي للكاثوليك. ويوصف البابا الراحل بأنه صاحب مواقف وطنية وقومية، فقد رفض زيارة القدس بعد معاهدة السلام مع إسرائيل إلا إذا أقيمت الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدسالشرقية. خلافة ولا تزال تكهنات تحوم حول هوية البابا الجديد خليفة شنودة -الذي شغل الموقع على مدى أربعة عقود- ولا سيما أن تقارير إعلامية مصرية ذكرت أن ستة من أساقفة بطريركية الأقباط الأرثوذكس -التي ينتمي لها معظم مسيحيي مصر- مرشحون لخلافته. ومن بين الأسماء المرشحة -وفق صحف مصرية- الأنبا بيشوي أسقف سكرتير المجمع المقدس للكنيسة القبطية، والأنبا موسى أسقف الشباب، والأنبا يونس سكرتير البابا الراحل، والأنبا مرقس أسقف شبرا الخيمة (شمال القاهرة). وبحسب إعلان المجمع المقدس فإن أسقف البحيرة باخوميوس سيخلف البابا بشكل مؤقت لمدة شهرين إلى حين انتخاب بابا جديد، علما بأنه ليس هناك موعد محدد أو أي سقف زمني لاختياره.