احتشد مئات الآلاف من الأقباط والمسلمين في مصر، أمس، في وسط القاهرة لإلقاء نظرة الوداع الأخيرة على بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، شنودة الثالث، قبل نقل جسده من مقر الكاتدرائية إلى قبره في دير الأنبا بيشوي في منطقة وادي النطرون بين القاهرةوالإسكندرية. ووسط حالة حزن خيَّمت على منطقة العباسية، التي تقع فيها الكاتدرائية، أصيبت سيدات وفتيات بحالات إغماء متأثرات بحزنهنّ على البابا. وحملت سيارة تابعة للقوات المسلحة جثمان البابا شنودة، صاحبها ست سيارات من الشرطة العسكرية في طريقها إلى مطار ألماظة (شرق القاهرة)، وتم نقل الجثمان إلى وادي النطرون ودفنه في دير الأنبا بيشوي بناءً على وصيته، وتكدس الآلاف من الأقباط أمام وحول سيارة القوات المسلحة محاولين الإمساك بالنعش، مما تسبب في إحداث نوع من الفوضى نظراً لعدم تمكن قوات الجيش من إحكام السيطرة عليهم. وقام بطريرك أثيوبيا، البابا بولس، بأداء جنازة باللغة الأمهرية على جثمان شنودة الثالث قبل نقله، تعبيراً عن الارتباط التاريخي بين الكنيستين القبطية والأثيوبية، كما قام بطريرك السريان الأرثوذكس، مارزكا عيواص الأول، بأداء ألحان كنسية باللغة السريانية في الجنازة. وشارك في جنازة البابا شنودة عضوان من المجلس الأعلى للقوات المسلحة، وهما اللواء عادل عمارة واللواء محمد العصار، كما شارك في المراسم عددٌ من مرشحي الرئاسة المحتملين، وهم عبدالمنعم أبوالفتوح، وعمرو موسى، وأحمد شفيق، وخالد علي، وحمدين صباحي، كما شارك في مراسم الجنازة الداعية الإسلامي عمرو خالد ورجل الأعمال المسيحي نجيب ساويرس. ومن الكنائس الأجنبية، شارك في الجنازة ممثل بابا الفاتيكان، الكاردينال كاسبر، وهو مختص بشؤون توحيد الكنائس المسيحية في العالم، وأيضاً الأسقف العام للكنائس القبطية في ألمانيا الأنبا دميان. جسد البابا قبل نقله إلى دير الأنبا بيشوي (تصوير: أحمد حماد)