بغداد - أ ف ب - انتقد نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز بشدة الأمين العام للامم المتحدة كوفي انان، وحمّله مسؤولية العراقيل التي تواجه تنفيذ البرنامج الانساني في العراق والذي انتقده مسؤولان دوليان استقالا. وقال طارق عزيز في تصريحات الى صحافيين في بغداد امس: "لا بد ان يعرف انان ويستنتج ان هناك خللاً خطيراً. انه يتحمل شخصياً مسؤولية اساسية في هذا الخلل، لأنه هو الذي وقع مذكرة التفاهم مع العراق"، في اشارة الى برنامج "النفط للغذاء" الذي يسمح للعراق ببيع كميات من نفطه لشراء المواد الاساسية تحت رقابة الاممالمتحدة. وتأتي تصريحات طارق عزيز بعد الاستقالتين اللتين اعلنتا الاثنين والثلثاء لمنسق النشاطات الانسانية للامم المتحدة في العراق هانس فون سبونيك، وممثلة برنامج الغذاء العالمي يوتا بورغهارت. وتابع المسؤول العراقي مذكراً بإعراب انان عن أسفه لاستقالة سبونيك: "الأسف لا يكفي، لأنه انان هو المسؤول الأول عن البرنامج، وعندما يجد الذين تولوا مسؤولية البرنامج في العراق ولمرتين متتاليتين يستقيلون، عليه ان يستنتج الاستنتاجات الصحيحة من هذا الوضع". يذكر ان المنسق السابق للبرنامج دنيس هاليداي استقال في 1998 ثم عين سبونيك خلفاً له. وزاد طارق عزيز: "يبدو ان ضميرهم لم يسمح لهم بالاستمرار في عمل يلمسون يومياً ان فيه تعقيدات وعقبات مصممة في نيويورك لإعاقة البرنامج". واعتبر ان استقالة سبونيك وبورغهارت "تدل على ما قاله العراق منذ سنوات من ان البرنامج الانساني يواجه تعقيدات وعقبات مصطنعة من اميركا وبريطانيا"، والحقيقة تظهر ان العراق لم يستفد من البرنامج كما قيل وكما رسم له البرنامج ظاهرياً منذ البداية". وذكر ان الولاياتالمتحدة وبريطانيا "تعرقلان المشاريع والعقود التي كان يمكن، لو انجزت، ان تحسن قليلاً أحوال شعبنا خصوصاً البنية التحتية". وكان سبونيك دعا الى رفع العقوبات المفروضة على العراق منذ 1990، وانتقد برنامج النفط للغذاء"، معتبراً انه لا يلبي "الحد الأدنى من حاجات" الشعب العراقي، وتحدث عن "مأساة انسانية يجب وضع حد لها". وكررت الألمانية يوتا بورغهارت في تصريح الى شبكة "سي.ان.ان" الاميركية امس ان ما يجري في العراق "مأساة انسانية، واي شخص يرى آثار العقوبات على السكان لا يسعه الا ان يقول ان سبونيك على صواب". وبدت الولاياتالمتحدة التي عبرت عن ارتياحها العلني الى رحيل سبونيك، اكثر هدوءاً حيال استقالة بروغهارت. وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية جيمس روبن: "إذا كان هناك اشخاص لا يستطيعون مواصلة عملهم وهم يشعرون براحة الضمير، فنحن نحترمهم". الى ذلك، دعت صحيفة "الثورة" العراقية امس الاممالمتحدة الى الكف عن الاعراب عن أسنها لرحيل موظفيها من العراق، بعد اعلان استقالتهما واتخاذ "موقف شجاع من الحصار". ورأت الصحيفة ان أسف انان "ليس أكثر من موقف سلبي يعكس عجز المنظمة الدولية وضعف مبادرتها ولا مبالاتها ازاء ما تتعرض له من ضغوط اميركية تمنعها من أداء واجباتها الدولية وتحمل مسؤولياتها الاخلاقية". وشددت على ان استقالة سبونيك بعد دنيس هاليداي تشكل "أكثر من فضيحة دولية جديدة"، معتبرة انها "فضيحة للامم المتحدة نفسها تكشف مدى عجزها عن حماية موظفيها الشرفاء، ومدى خضوعها للهيمنة الاميركية وارتباطها بسياستها المعادية للشعوب".