تعقد اللجنة الوزارية للتعاون النفطي في دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعها الثالث والعشرين في الرياض اليوم للبحث في الاوضاع الحالية والمستقبلية للسوق النفطية. وتطغى التطورات الاخيرة لاسعار النفط وقضية تمديد خفض الانتاج الى ما بعد آذار مارس المقبل او العودة الى مستوى الانتاج السابق على مداولات الوزراء الستة. وكان مسؤول نفطي سعودي بارز أكد الاسبوع الماضي ان اسعار النفط ستعاود الانخفاض تدرجاً مع نهاية شباط فبراير الجاري بعد انحسار الشتاء البارد، كما أكد ان الدول المنتجة للنفط الخام "ليست مسؤولة عن ارتفاع اسعار مشتقات النفط التي تتسبب فيها الضرائب التي يفرضها بعض الدول على النفط ، والقيمة المضافة التي تضعها شركات التكرير الغربية". وتبعد الاجواء الساخنة في السوق النفطية الدولية وزراء نفط الخليج عن القضايا الخليجية النفطية الداخلية التي يتأجل البت فيها او اتخاذ خطوات عملية حيالها عند كل اجتماع، وفي مقدمها مشروع شبكة الغاز الخليجية المشتركة. وترى الامانة العامة لمجلس التعاون ان مشروع شبكة الغاز "تأخر كثيراً" منذ اعلانه عام 1983 وان على بعض دول الخليج سداد حصتها المالية للمشاركة في تكاليف رسوم دراسة الجدوى الاقتصادية التي ستعدها منظمة الخليج للاستشارات الصناعية، كما تطالب الامانة العامة للجنة التعاون النفطي حض الخبراء وكبار المسؤولين في الخليج على توفير أي معلومات وبيانات عن احتياجات الدول الاعضاء من الغاز في الامدين القصير والمتوسط. يُشار الى ان الامانة العامة لمجلس التعاون الخليجي قدمت في الاجتماع السابق للجنة مجموعة تصورات من اهمها "تقريب السياسات التسويقية لشركات النفط الخليجية" وتكوين فرق تفاوضية مشتركة وفعالة للدفاع عن مصالح الخليج النفطية الاستراتيجية. وقالت مصادر نفطية ل "الحياة" انه يُتوقع ان يطلع وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي زملاءه وزراء النفط والطاقة في مجلس التعاون الخليجي، خلال اجتماع الرياض، على نتائج اتصالاته الدولية في شأن الامدادات النفطية قبل ان يتناول الاجتماع ما يمكن بحثه في الاجتماعين المنفصلين اللذين يعقدهما وزير النفط الكويتي الشيخ سعود ناصر الصباح والنعيمي مع وزير الطاقة الاميركي بيل ريتشاردسون في كل من الكويت والسعودية. وذكرت "رويترز" ان من المستبعد ان يعلن الوزراء الخليجيون اتفاقاً خلال اجتماع الرياض في شأن زيادة الانتاج او الابقاء على الخفوضات قبل استكمال المشاورات مع الدول المشاركة في اتفاق آذارالماضي. ومن المتوقع ان تُجري دول مجلس التعاون اتصالاً مع الجانب الايراني في شأن مستقبل الانتاج وبعد الاستماع الى وجهة النظر الاميركية والاجتماع الثلاثي الذي سيعقده النعيمي مع زميليه الفنزويلي والمكسيكي في الثاني من آذار المقبل. وكان خام القياس "برنت" واصل مسيرته التراجعية امس في بورصة النفط الدولية في لندن ولم يتجاوز البرميل حدود 25.80 دولار في عقود نيسان ابريل المقبل. في باريس نسبت صحيفة "وول ستريت جورنال" إلى المدير العام لوكالة الطاقة الدولية روبرت بريدل قوله "ان الاحتياطات النفطية منخفضة الى حد يهدد السوق الدولية بصدمة جديدة". وذكر بريدل "انها ليست الازمة لكن السوق تفتقر اليوم وبشكل قاطع الى النفط". وأكد بريدل ان الدول الصناعية ستواجه نقصاً يهدد بزعزعة اقتصادها في حال قرر بلد ما كالعراق مثلاً تعليق صادراته التي تمثل 7،2 في المئة من المعروض العالمي.