تصل وزيرة النفط والطاقة النروجية ماريت ارنستاد اليوم الثلثاء الى الرياض في زيارة رسمية تستغرق ثلاثة ايام تلبية لدعوة وزير النفط والثروة المعدنية السعودي علي النعيمي. وينتظر ان تتناول محادثات الجانبين الوضع في السوق النفطية الدولية وامكانات استمرار النروج في خفض الامدادات الى الاسواق العالمية بعد انتهاء فترة الخفوضات الحالية في آخر آذار مارس المقبل. في الوقت نفسه شدد وزير النفط الاماراتي عبيد بن سيف الناصري على "ان اي قرار في شأن استمرار الخفوضات يجب ان يتخذ في المؤتمر الوزاري المقبل". وقال السفير النروجي في الرياض سفاين اندرياسين ل "الحياة" ان الوزيرة ستناقش مع النعيمي والمسؤولين السعوديين الموقف في السوق النفطية الدولية والحوار بين المستهلكين والمنتجين من اجل ضمان استقرار السوق. واضاف اندرياسين: "ان المحادثات ستتناول تبادل المعلومات حول قطاعي النفط والغاز في البلدين ووسائل دعم التعاون الثنائي". وتُعتبر هذه الزيارة الثانية من نوعها لوزير نفط نروجي الى السعودية عقب زيارة وزير النفط والصناعة جين ستولتينبيرغ عام 1995. واشار السفير النروجي الى ان الوزير النعيمي كان قد اجتمع مع وزيرة بلاده في اوسلو في كانون الاول ديسمبر 1998 واجريا محادثات مهمة ابان احتدام ازمة تدهور اسعار النفط. ولم يكشف الطرفان عما اذا كانت المحادثات ستتناول مسألة تمديد خفض الانتاج لما بعد اذار مارس المقبل. وتفضل النروج ترك البت في مسألة التمديد او احتمالات زيادة خفض الانتاج تبعاً لحالة السوق والعرض والطلب في ذلك الوقت على رغم ان دول "اوبك" بدأت الحديث عن تمديد الخفض للفترة بعد آذار مارس المقبل. واكد السفير ارتياح بلاده الى التحسن الواضح في السوق النفطية وعودة التوازن اليها منذ تطبيق دول "اوبك" والمنتجين خارجها ومنها النروج والمكسيك اتفاق خفض الانتاج منذ نيسان ابريل الماضي. وتسعى الرياض لضمان التأييد الكافي لدى الدول المنتجة من داخل "اوبك" ومن خارجها للالتزام الجدي باتفاق خفض الانتاج والحفاظ على توازن السوق ومصالح المنتجين والمستهلكين بعدما نجحت جهودها في تأسيس موقف موحد ورؤية واضحة تدعم مصالح الجميع وتمهد لاتفاق دائم داخل المنظمة. وتنتج النروج ثلاثة ملايين برميل يومياً وتلتزم بخفض هذه الكمية بواقع 200 الف برميل يومياً في اطار التعاون مع دول المنظمة. ويُتوقع ان تلتقي الوزيرة ارنستاد مسؤولين سعوديين آخرين رفيعي المستوى للبحث في مجمل العلاقات الاقتصادية والنفطية الثنائية، فيما ذكرت مصادر غير رسمية انها ربما تزور حقل الشيبة النفطي في منطقة صحراء الربع الخالي قبل مغادرتها الرياض الجمعة المقبل الى باريس. موقف الامارات في ابوظبي اعرب وزير النفط الاماراتي عن ارتياحه لمستويات الاسعار الحالية للنفط الخام، واكد ان دولة الامارات تسعى دائماً للموازنة بين مصلحة المنتج والمستهلك. وقال في تصريحات صحافية امس ان الارتفاع الحالي في اسعار النفط الى مستوى 30 دولاراً للبرميل يعكس عوامل العرض والطلب في السوق اضافة الى عوامل المضاربة التي تعمل على تضخيمها في حالتي ارتفاع الاسعار او انخفاضها. واكد ان المضاربة تضرّ بمصالح المنتجين والمستهلكين على حد سواء وان على الجميع ادراك هذه الحقيقة. وفي رده على سؤال عما اذا كانت "اوبك" ستقوم بأي عمل لزيادة الانتاج بعد وصول الاسعار الى 30 دولاراً للبرميل اكد الناصري ان اوبك لن تقوم بأي عمل الا بعد دراسة متأنية لوضع السوق. وعن توصية لجنة مراقبة السوق في اجتماعها الاخير وتأكيد غالبية وزراء "اوبك" لمثل هذا التوجه قال وزير النفط الاماراتي: "ان القرارات المهمة لمنظمة اوبك تتخذ عادة بالاجماع، وان الاجتماع المقبل للمنظمة سيعكس رأي الاغلبية".