التلفزيون المصري من أقل الاجهزة الاعلامية تعرضاً للنقد، لكن برنامج "ماسبيرو" الذي اذيع على الهواء مساء الاحد الماضي، أشعل معركة صحافية تلفزيونية مازالت محتدمة. وخرجت صحيفة "الاحرار" المعارضة أمس بعنوان على صفحتها الاولى يؤكد ان مسؤولاً كبيراً طلب طرد الدكتور سعد الدين ابراهيم من الاستوديو، اثناء بث البرنامج على الهواء، وان المسؤول اتصل برئيسة القناة الاولى السيدة زينب سويدان، وطالبها بإلغاء البرنامج فوراً، فنفذت الأمر. ويعتمد البرنامج على الحوار بين الضيوف والجمهور واستضاف في الحلقة الاخيرة عشرة من أبرز الشخصيات لمناقشة قضية صحافة الإثارة وأثرها في المجتمع. ولاحظ المشاهدون ارتباكاً اثناء الحوار الذي دار بين الضيوف بعدما أدلى استاذ علم الاجتماع رئيس "مركز ابن خلدون" الدكتور سعد الدين ابراهيم بدلوه في القضية. وحين سألت "الحياة" ابراهيم عن ملابسات ما حدث، قال إنه اتهم صحافة الاثارة بالبلطجة الصحافية، التي "تنضم الى زمرة أنواع أخرى من البلطجة التي شاعت في مصر"، وانه نادى بالتعامل مع الظاهرة بحسم، لأنها تتسبب في مشاكل عدة. ونفى ابراهيم علمه بصدور تعليمات أثناء بث البرنامج بإبعاده. وسألت المذيعة الصحافي صلاح عيسى الذي كان بين المدعوين عن رأيه في تدخل الصحافة الصفراء في الحياة الشخصية للمشاهير، لكنه ركز على ما يحدث في التلفزيون، وأكد ان التلفزيون ايضاً يتدخل في أدق تفاصيل الشخصيات العامة. وقال عيسى ل"الحياة" إن المذيعة سارعت إلى التنبيه الى ان موضوع البرنامج هو الصحافة وليس التلفزيون "وبعد فترة اعلانية، كان يفترض ان تعود المذيعة لمواصلة البرنامج،، لكنها لم تفعل، وتكرر ذلك مرتين ما اثار استيائي، كما رفعت يدي غير مرة مطالباً المشاركة حتى ان الدكتور سعد الدين ابراهيم أشار إلى المذيعة لتسمعني، لكنها لم تعرنا انتباهاً". وأضاف أنه لاحظ من خلال الشاشة الموجودة في القاعة ان المخرج يتعمد إخراجه من المشهد، وعدم التركيز عليه، ما دعاه إلى ان يبرح المكان. وعلق عيسى على ما حدث بقوله إن التلفزيون الذي يقع مبناه في شارع ماسبيرو "يعطي لنفسه حق انتقاد الجميع، سوى التلفزيون". واشار عيسى الى ان معد البرنامج محمد الشبه لم يحدد موضوعاً معيناً، حين طلب منه المشاركة وترك القضية مفتوحة تحت عنوان "صحافة الفضائح". لكن الشبه طرح وجهة نظر مخالفة في شأن ما حدث، واعتبر أن عدد الضيوف كان كبيراً، ما منعهم من التحدث بالقدر الكافي.