واكب الفوز الكبير للتيار الاصلاحي في الانتخابات البرلمانية تأكيد على التعاطي حسب "أخلاق النصر" وقابله من جهة المحافظين قبول "بالهزيمة الانتخابية" في الجولة الأولى، مع اعلان رضاهم عن الفوز النسبي الذي حققه مرشحوهم. وجاءت خطوة اعطاء عبدالله نوري، وزير الداخلية السابق، اجازة من سجنه في طهران، غير بعيدة عن اشاعة الاجواء الايجابية التي تعاطت بها الأطراف المتنافسة انتخابياً وقبولها بما تقرره صناديق الاقتراع. واذا كانت "الإجازة من السجن" أمراً شائعاً في ايران فإن توقيتها لم يأت عرضاً، بل شكّل رسالة ذات مضمون ايجابي نحو التيار الاصلاحي الذي يستعد لاستلام مقاليد البرلمان، خصوصاً بعدما لعبت قضية نوري دوراً بارزاً في فوز الاصلاحيين. وسبقت ذلك خطوة مهمة من التيار الاصلاحي نحو المرشد الأعلى أية الله علي خامنئي، بعيد انتهاء الانتخابات، إذ أكدوا في رسائلهم اليه ان الشعب اقترع لمصلحة استقرار النظام الاسلامي، ونوهوا بدور المرشد، في إنجاح الانتخابات وفي حض الشعب على المشاركة بفاعلية في التصويت. وكانت المشاركة التي لامست عتبة ال80 في المئة وراء تحقيق التيار الاصلاحي فوزه الكبير في الانتخابات، خصوصاً في طهران والمدن الكبرى كأصفهان التي حصد الاصلاحيون مقاعدها الخمسة منذ الدورة الأولى. وقد اعترف اليمين المحافظ بخسارته، لكنه بدا راضياً عن الفوز النسبي الذي حققه مرشحوه حتى الآن، وهو تحدث عن نسبة للفوز في المحافظات تصل الى 55 في المئة، فيما يؤكد الاصلاحيون حصولهم على 75 في المئة من المقاعد التي تم احرازها حتى الآن اي على 126 مقعداً من أصل 167. وقد تحدثت مصادر حزب "كوادر البناء" الاصلاحي عن ستين مقعداً حصل عليها المحافظون حتى الآن من أصل 210 مقاعد حسم الصراع عليها على مستوى المحافظات وحصد منها الاصلاحيون نحو 70 في المئة. أما في طهران فتتقدم لوائح التيار الاصلاحي من دون منازع، وعلى رأسها محمد رضا خاتمي شقيق الرئيس الايراني. فيما يزداد تدهور الوضع الانتخابي للرئيس السابق هاشمي رفسنجاني، اذ يحتمل ان ينتقل الى الدورة الثانية. وفي هذه الاثناء حجزت الأقليات الدينية المسيحية واليهودية والزرداشتية مقاعدها الخمسة منذ الدورة الأولى، بعدما سجلت إقبالاً كثيفاً على صناديق الاقتراع. على صعيد آخر، فاز مرشح التيار الاصلاحي في الانتخابات التكميلية لمجلس الخبراء - المعني بعمل المرشد - آية الله جلال الدين طاهري في اصفهان، وهو معروف بمعارضته الشديدة للتيار المحافظ.