على رغم توقعات معظم الاوساط السياسية والاعلامية في طهران ان نتائج الانتخابات المحلية ستظهر فوزاً ملحوظاً لمرشحي الجبهة الاصلاحية المؤيدة للرئيس سيد محمد خاتمي وحكومته، اكد المسؤولون في وزارة الداخلية امس ان النتائج النهائية لن تعلن قبل اسبوع على الاقل، وانه يتعذر حتى اعلان نتائج اولية توحي بهوية الفائزين وانتماءاتهم، خصوصاً في العاصمة كبرى الدوائر الانتخابية واهمها حيث جرت منافسة علنية ومفتوحة بين جناحي النظام، التيار الاصلاحي واليمين المحافظ المتنفذ. وحملت عمليات الاقتراع التي يتوقع ان تتجاوز نسبة المشاركة فيها ستين في المئة مفاجأة اذ تأكد ان رجل الدين البارز آية الله حسين علي منتظري شارك في عمليات التصويت في مدينة قم، على عكس انتخابات مجلس خبراء القيادة الاخيرة التي احجم عن الاقتراع فيها نظراً الى فرض الاقامة الجبرية عليه واحتجاجاً منه على ما اعتبره "اجهاضاً" من الهيئات الرقابية المشرفة في حق رجال الدين "المعتدلين والاصلاحيين". وقالت صحيفة "نشاط" المعتدلة امس ان منتظري ادلى بصوته من دون ان توضح مكان مركز الاقتراع، ولم يتضح هل اقترع خارج منزله، وهو ما يعني انه سمح له بالخروج وبالتالي رفع الاقامة الجبرية عنه، ام انه اقترع في منزله في صندوق اقتراع نقال مخصص عادة للعاجزين والمعوقين والمرضى. كذلك أكد اشخاص من الاقلية الارمنية في طهران ان معظم الايرانيين الارمن ادلوا بأصواتهم في صناديق الاقتراع في كنيسة الارمن المركزية الواقعة في شارع "فيلا" في قلب العاصمة. واشاروا الى ان بين المرشحين في العاصمة، خاض المنافسة ارمنيان ومسيحي آشوري ايضاً، ومنح معظم الارمن اصواتهم لهم. وقال آخرون انهم اقترعوا ايضاً لمصلحة ثلاثة عشر مرشحاً من اللائحة الاصلاحية التي تزعمها وزير الداخلية السابق عبدالله نوري. وتشير كل التقديرات في العاصمة الى ان نوري سيكتسح النتائج النهائية وسيحصد معظم اصوات الناخبين. وفي ذلك دلالات سياسية عدة تتجاوز شخص نوري لتطاول شعاراته ومواقفه الصريحة المعلنة منذ مدة والتي لم تجد فرصاً في توجيه انتقادات لجهات عليا في النظام والحكم والمؤسسة الدينية. كما يبدو ان المرشحات الرئيسيات في اللائحة الاصلاحية سيفزن في هذه الانتخابات. وينظر الى مستشارة رئيس الجمهورية السيدة جميلة كديور على انها ابرز الفائزات في الجهة الاصلاحية. ولم يتضح مآل مرشحي اليمين المحافظ، ويعوّل انصار هذا التيار على رئيس غرفة التجارة والصناعة علي نقي خاموشي ووزير التجارة في الحكومة السابقة يحيى آل اسحاق ليحققا فوزاً واضحاً.