كان الحدث الانتخابي الايراني الذي تترقبه دول كبرى، مدوياً لجهة المشاركة الشعبية الكثيفة، اذ اقتضت تمديد الاقتراع ساعتين، فيما تحدث التيار الاصلاحي عن "فوز ساحق" لمرشحيه لمقاعد البرلمان الجديد، كما أكد ل"الحياة" رئيس مكتب الرئيس الايراني محمد خاتمي، نافياً علمه بأي اتصالات سرية مع الادارة الأميركية. وقال رجل الدين البارز المحافظ آية الله امامي كاشاني ل"الحياة" ان أي طرف "لا يحق له الاعتراض" على نتائج الانتخابات أياً تكن، فيما أكدت وزارة الداخلية مساء ان نسبة المشاركة في الاقتراع تجاوزت 75 في المئة، ما يعد سابقة منذ تأسيس الجمهورية الاسلامية. وتميزت الانتخابات بالهدوء ولم يسجل حتى المساء أي حادث على رغم المنافسة الشديدة، فيما كان في مقدم المقترعين كبار صناع القرار ومراجع التقليد. وأطلق المرشد آية الله علي خامنئي والرئيس محمد خاتمي دعوة الى المشاركة الواسعة التي اعتبرها الأول "امتحاناً كبيراً" سيدخل "اليأس في قلوب الأعداء"، فيما دعا الرئيس الى "صنع مستقبل أكثر تألقاً" عبر التصويت وتسريع المسيرة الاصلاحية. ولم تسجل أي مقاطعة اذ يشارك اليمين واليسار من أقصى الاعتدال الى أقصى التطرف، والقوميون والعلمانيون، والموالون والمعارضون. وسجل كبار مراجع التقليد حضوراً مميزاً، وبينهم آيات الله فاضل نكراني ويوسف صانعي ومكارم شيرازي وجوادي آملي ونوري همداني، علماً أن عدداً كبيراً من المرشحين هم علماء دين وطلاب جامعات. وأكد ل"الحياة" رئيس مكتب رئاسة الجمهورية محمد علي أبطحي ان الاصلاحيين سيحققون "فوزاً ساحقاً"، معرباً عن اعتقاده ان "هذا الفوز سيكون تأكيداً من الشعب لمواصلة الاصلاحات". وامتنع عن الخوض في الحديث عن معركة رئاسة البرلمان وحظوظ هاشمي رفسنجاني ومحمد رضا خاتمي فيها. وعن "الدعم الأميركي" لفوز الاصلاحيين اكتفى ابطحي بالقول إن ايران "بلد مهم لدى شعبه ديموقراطية واسعة، وهذا يفسر الاهتمام الدولي بالتطورات التي تؤكد حيوية المجتمع الايراني". ونفى علمه بوجود أي اتصالات خلف الكواليس بين الاصلاحيين والإدارة الأميركية. وعن امكان حصول ذلك بعد الانتخابات قال: "الانتخابات لم تنته بعد". وقال آية الله إمامي كاشاني محافظ ل"الحياة" ان "مواقف الولاياتالمتحدة في شأن الانتخابات تُظهر عدم اطلاعهم على حقيقة شعبنا". واستبعد تطورات في موضوع العلاقة مع واشنطن. وعن نتائج التصويت قال: "أياً تكن ستُقبل ولا يحق لأي طرف أن يعترض". وكان حضور الشبان والنساء مميزاً وسط توقعات بفوز المرأة بعدد أكبر من عدد المقاعد الأربعة عشر التي تتمتع بها الآن في البرلمان، وهو ما أكدته ل"الحياة" مستشارة خاتمي لشؤون المرأة زهراء شجاعي، مضيفة ان عدد المرشحات زاد بنسبة ستين في المئة عن الدورة السابقة. وتحدثت مصادر "جبهة المشاركة" عن فوز كبير للاصلاحيين، فيما اعتبر الرئيس السابق لبلدية طهران غلام حسين كرباستشي ان اليسار الاصلاحي يتقدم. وكان آخر استطلاع للرأي أجري قبل يوم من الانتخابات أشار الى تقدم محمد رضا خاتمي على جميع المرشحين في طهران. وأدت المشاركة الواسعة في التصويت الى تمديد فترة الاقتراع ساعتين، خصوصاً بعد الاقبال الكثيف على التصويت في طهران بعد الظهر. وكان الاقبال واسعاً في المحافظات، ولم تسجل أي أحداث أمنية. وشاركت الأقليات الدينية المسيحية واليهودية والزرداشتية لاختيار ممثليها، وأكد اسقف الارمن سبو سركيسيان ان حضورهم كان كثيفاً.