رد مصدر سياسي مصري على تصريحات وزير الخارجية الاسرائيلي ديفيد ليفي التي وصف فيها زيارة الرئيس حسني مبارك لبيروت بأنها "دعم لحزب الله"، قائلا: "ان زيارة مبارك لبلد شقيق لبنان تأتي في سياق قومي لا يجادل فيه احد، واستغرب الربط الذي افتعله ليفي". واضاف: "كان على الوزير الاسرائيلي ان يعي ان الزيارة هي تعاطف مصري مع الشعب اللبناني الذي يُضرب فيه المدنيون بالصواريخ والقنابل"، مشيراً الى ان زيارة مبارك هي "رسالة" لتحريك مسارات السلام، "ونداء" يُطالب اسرائيل بالوفاء بتعهداتها. وأكد المصدر أن مبارك "رفض بوضوح في بيروت ضرب المدنيين وتدمير محطات الكهرباء مهما كانت المبررات، ولم يتحدث عن دعم لأي جهة". وشدد على أن الموقف المصري الداعم للمقاومة اللبنانية يقوم على ان المقاومة نتيجة للاحتلال وليست سبباً له، مطالباً الجانب الاسرائيلي باحترام تعهداته، ومن بينها اتفاق نيسان ابريل. واضاف ان تجاهل هذا الاتفاق لن يخدم اسرائيل، داعيا حكومة باراك الى الانسحاب من جنوبلبنان فوراً. واشار الى ان "هذه الحكومة بالذات ربحت منصبها، إذ وعدت الناخب الاسرائيلي بهذا الانسحاب، وهي الآن تتلكأ وتناور"، محذراً من تورط اكبر للجيش الاسرائيلي في الجنوب. واحتفت الصحف المصرية امس بزيارة مبارك لبيروت ووصفتها ب "الزيارة القنبلة"، على حد تعبير رئيس تحرير "الجمهورية" سمير رجب، فيما وصفتها صحيفة "الأهرام" ب "تاريخية" واطلق عليها رئيس تحرير "الأخبار" جلال دويدار "مبادرة قومية رائدة". ولم تحظ زيارة عمل خارجية لعاصمة عربية بهذا القدر من الحفاوة سابقا، بينما كانت الدهشة المقترنة بالاعجاب مسيطرة على أحاسيس رجل الشارع، الذي رأى في الزيارة التي تواجه عدواناً اسرائيلياً شرساً "ضربة معلم" و"تحدياً" للصلف والغرور الاسرائيليين. واعتبر المراقبون في العاصمة المصرية الزيارة بأنها "خطوة دعم للبنان"، فهي الاولى من نوعها لرئيس مصري منذ 41 عاماً كان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر زار نقطة على الحدود اللبنانية - السورية عام 1959. ولم تفت المراقبين "حزمة" الرسائل في هذه الزيارة التاريخية، الى اسرائيل والولايات المتحدة والعرب ومن بينهم لبنان، ناهيك عن أنها ترضي سورية في رأي أولئك المراقبين. وزيارة مبارك اعتبرت ناجحة بكل المقاييس فمجرد اتمامها هو تعبير عن الموقف المصري الثابت تجاه سيادة لبنان واستقلاله الذي تربطه بمصر علاقات تاريخية وثقافية خاصة.