يبدأ وزير خارجية السودان الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل بعد غدٍ الاثنين زيارة رسمية لمصر تستغرق يومين، يستقبله خلالها الرئيس حسني مبارك، ويجري محادثات مع نظيره المصري عمرو موسى. وقالت مصادر سياسية في القاهرة ل "الحياة" إن الوزير السوداني سينقل الى مبارك رسالة من الرئيس السوداني عمر البشير، وتعتقد هذه المصادر بأن الرسالة تتضمن نتائج جولة البشير العربية الاخيرة. واشارت المصادر الى ان القاهرة تترقب شرحاً مستفيضاً من الوزير السوداني لآخر تطورات الاوضاع في الخرطوم خصوصاً لجهة المصالحة مع فصائل المعارضة. وكانت القاهرة اقترحت لقاءً بين قادة التجمع الوطني الديموقراطي السوداني برئاسة محمد عثمان الميرغني والحكومة في اطار المبادرة المصرية - الليبية، والتقى الوزير عمرو موسى مع القادة الميرغني والصادق المهدي واخيراً الدكتور منصور خالد المستشار السياسي لرئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان، ونبهت المصادر الى ان فرص اللقاء التمهيدي بين الحكومة والمعارضة في حاجة الى قوة دفع جديدة، مشيرة الى ان خلافات فصائل المعارضة لن يفضها الا خطوة إيجابية من الخرطوم تسند الفصائل المنحازة الى الحوار. وكان خالد تحدث في القاهرة منذ ايام عمن أسماهم ب"المهرولين" نحو نظام الخرطوم، في ما صرح مسؤول الاتصال الخارجي في التجمع محمد المعتصم حاكم الى "الحياة" ان لدى التجمع شروطاً لتهيئة الاجواء، و"إذا لم تنجز فنحن خارج زيارة وزير الخارجية اسماعيل او اي مسؤول آخر في الحكومة"، لافتاً الى ان "التجمع يرفض الحلول الثنائية"، ويتمسك ب"إعلان طرابلس" تموز يوليو 1999، و"ورقة كمبالا" كانون الاول ديسمبر 99 التي حددت الموقف التفاوضي للتجمع. الى ذلك جدد حزب الامة المعارض التزامه الحل السياسي الشامل للازمة خياراً استراتيجياً يفضي الى سلام عادل ووحدة طوعية وديموقراطية تعددية. وأكد الحزب، في بيان ختامي له صدر في القاهرة امس عن الاجتماع المشترك بين ممثلين قيادات الداخل والخارج، دعمه غير المحدود للمبادرة المصرية - الليبية التي تحقق تكاملاً مع مبادرة "ايغاد"، واشار البيان الى إمكان تطوير اتفاق "نداء الوطن" الذي وقعه رئيسه الصادق المهدي مع الرئيس السوداني البشير، مجدداً الالتزام بالعمل الجماعي - مع بقية فصائل المعارضة - حسب مرجعيات التجمع الوطني الديموقراطي.