في أخطر اتهام من نوعه الى السلطات الروسية، أعلن الجنرال الكسندر ليبيد محافظ اقليم كراسنوياراسك الرئيس السابق لمجلس الأمن القومي، ان موسكو تمارس "تطهيراً عرقياً" ضد الشيشانيين، فيما أعلن وزير الدفاع ايغور سيرغييف ان قواته لن تتوقف عند "الحزام الأمني" وستسعى لبسط سيطرتها على كل الجمهورية الشيشانية. وأفيد ان الروس حاصروا معقل القائد الاسلامي شامل باسايف. قال الجنرال الكسندر ليبيد الذي وقع اتفاق السلام مع الشيشانيين قبل ثلاث سنوات عندما كان سكرتيراً لمجلس الأمن القومي، ان "تصفية الحسابات مع مقاتلين جائزة، ولكن لا يجوز ضرب شعب بكامله". وزاد ان التطهير العرقي "أكبر خطأ استراتيجي" ترتكبه روسيا. ومعروف ان موسكو ظلت تؤكد ان القصف الجوي والمدفعي يستهدف مواقع عسكرية فقط، الا ان وزير الخارجية ايغور ايفانوف اعترف بسقوط ضحايا بين المدنيين. ومن جهة أخرى، اشار ليبيد الى ان الوضع في شمال القوقاز "تزعزعه قوى خارجية"، قال ان هدفها سلخ هذه المنطقة عن روسيا واشعال "حرب سرمدية" داخل الدولة الروسية على غرار ما جرى في افغانستان. وحذر من ان القتال في القوقاز عموماً والشيشان خصوصاً سيستمر "لسنوات". وفي غضون ذلك، شدد وزير الدفاع المارشال ايغور سيرغييف على ان انشاء "الحزام الأمني" أوشك على الانتهاء، لكنه ذكر ان قواته "لن تتوقف" وستواصل التحرك لتحقيق أهداف في مقدمها "تصفية العصابات والمجموعات الارهابية". وقال ان الهدف النهائي ان تكون كل أراضي الجمهورية "تحت السيطرة". وصاغ الوزير تصريحه بعبارة تترك مجالاً للتأويل ولم يوضح هل يعني ذلك اجتياح المناطق الواقعة الى الجنوب من نهر تيريك ومنها غروزني. الا ان زعيم كتلة "روسيا بيتنا" المتحالفة مع الكرملين فلاديمير ريجكوف، دعا أمس الى "تطهير" العاصمة الشيشانية واقتحامها "عند الضرورة". وثمة مؤشرات على ان القوات الروسية عبرت بالفعل النهر الشمالي في محاولة للسيطرة على سلسلة جبال ومضائق تيريك المطلة على غروزني ومواقع استراتيجية. وذكر وزير الدفاع ان القوات الروسية تواجه مقاومة عند تقدمها غرباً قبل سلسلة تيريك. وأكد مراسل وكالة الصحافة الفرنسية ان القوات الروسية عززت مواقعها عند الحدود الانغوشية في مواجهة مواقع جبلية للشيشانيين. ونقلت الوكالة عن الرئاسة الشيشانية ان اكثر من 700 مواطن في الجمهورية قتلوا منذ بدء العمليات، واشارت الى ان القصف دمر عشراً من 70 قرية تعرضت لغارات. وكشف مدير العمليات في هيئة الاركان الشيشانية محمدي سايدايف ان أربع منظومات من صواريخ "ستينغر" وزعت أمس على مختلف الجبهات، وقال انها "في يد خبراء ممتازين" كل منهم قادر على اصابة الهدف من المحاولة الأولى، كما أشار الى ان الشيشانيين حصلوا على صواريخ "ايغلا" الروسية المماثلة للسلاح الاميركي. وعلى صعيد آخر، أعلن الجنرال فلاديمير شامانوف قائد الجيش ال58 الروسي، انه طوق قرية غوراغورسكايا قرب الحدود الانغوشية. وذكر انه حاصر هناك القائد الميداني الاسلامي شامل باسايف. وأضاف ان تصفيته باسايف هي مسألة شرف بالنسبة لي". الا ان الناطق رفض تأكيد او نفي وجود باسايف في المنطقة. وذكر ان الجنرال كشف معلومات تبقى سرية في العادة. ومعروف ان تسليم باسايف يأتي على رأس لائحة المطالب التي تطرحها موسكو كشرط لبدء مفاوضات مع الرئيس اصلان مسخادوف الذي كان تقدم بمبادرة جديدة لاستئناف الحوار. وأشار رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين الى وجود "سيناريو متفق عليه" يقضي بأن يدعو مسخادوف الى الحوار فيما يطلق باسايف تهديدات بتنظيم عمليات ارهابية في روسيا. وذكرت القيادة العسكرية الفيديرالية ان سلمان رادويف، صهر الزعيم الراحل جوهر دودايف المتحالف مع باسايف، يتهيأ حالياً لعمليات ضد منشآت نووية في روسيا، وانه يعد لهذا الغرض مجموعات تضم كل منها 15 عنصراً لغالبيتهم "ملامح سلافية". وتوقعت القيادة احتمال تسلل مجموعات صغيرة الى أراضي داغستان بهدف "الاستطلاع والتخريب".