عمدت السلطات الروسية امس الاحد الى اجلاء مسؤوليها عن الشيشان بعد تعرض ممثل الداخلية الروسية في هذه الجمهورية القوقازية للخطف. ووضعت قواتها الامنية على الحدود مع الشيشان في حال استنفار. وشكلت خلية طوارىء للتعاطي مع الازمة. وتبادلت مصادر الرئيس الشيشاني اصلا مسخادوف وخصمه الزعيم الميليشياوي سلمان رادويف، الاتهامات بشأن خطف الجنرال غينادي شبيغون الذي اجبره خمسة مسلحين مقنعين من الترجل من طائرة كانت تستعد للاقلاع من العاصمة غروزني الى موسكو، يوم الجمعة الماضي واقتادوه الى وجهة مجهولة. ولم يتمكن الحرس الشخصي للجنرال الروسي من التدخل. وقال دانيل بك تامكايف مستشار الرئيس الشيشاني في مقابلة مع التلفزيون الرسمي في غروزني السبت، ان انصار رادويف خطفوا الجنرال الروسي ولم يقدم ادلة على ذلك. وردت رايسا زافاروفا الناطقة باسم "جيش دودايف" الذي يقوده رادويف، على هذا الاتهام، قائلة ان "الاستخبارات الروسية هي التي تقوم بهذه الاعمال لتوتير الوضع في الشيشان". ولفت المراقبون الى ما نقلته وكالة انباء "ايتار تاس" عن "مصادر امنية روسية" ان عملية الخطف "دبرت بعناية وبالتعاون مع الاستخبارات الشيشانية"، ما اعتبره مراقبون رسالة الى مسخادوف مفادها ان اجهزته الامنية مخترقة. ونقلت وكالة انباء "انترفاكس" الروسية المستقلة عن مسؤولين روسيين في القوقاز بينهم مبعوث الرئيس بوريس يلتسن الى الشيشان فالنتين فلاسوف انه في "ظل الاوضاع السائدة في الجمهورية، بات مستحيلا على افراد الممثلية الروسية هناك مواصلة مهامهم". وقال فلاسوف ان اي معلومات لم تتوفر عن مصير الجنرال المخطوف. ونقل شهود عن الخاطفين مخاطبتهم الجنرال الروسي بوصفه "عدو الله" وقولهم لدى اقتياده انهم يريدون مقايضته بامرأتين شيشانيتين معتقلتين لاتهامهما بالتورط في تفجير محطة قطار جنوبروسيا ربيع 1997. ويذكر ان حربا اندلعت بين موسكو والشيشان في كانون الاول ديسمبر 1994 وانتهت في آب اغسطس 1996 باجبار الروس على الانسحاب من الجمهورية. ومنذ ذلك الوقت تشهد الشيشان عمليات خطف واعمال عنف بين فصائل متناحرة في وقت يشكك العديد من القادة العسكريين بالرئيس مسخادوف ويعتبرونه دمية في ايدي الروس.