أدنبره - رويترز - قال مصدر قريب من قضية لوكربي أمس الخميس إن استقالة النائب العام الاسكتلندي تُعد نكسة للدعوى المرفوعة ضد الليبيين المشتبه في تورطهما في تفجير طائرة الركاب الاميركية فوق لوكربي في 1988. واستقال اللورد هاردي الذي ساعد في إعداد ملف لوكربي لمصلحة الحكومة البريطانية من منصب النائب العام ليصبح قاضياً قبل ثلاثة اشهر من بدء المحاكمة المقرر في أيار مايو المقبل. وعلى رغم ان مثل هذا الاجراء أمر عادي في النظام القانوني الاسكتلندي، إلا أن التوقيت أثار شكوكاً جديدة في ان الحكومتين البريطانية والاميركية لم تتمكنا من إعداد قضية متكاملة ضد الليبيين اللذين يُزعم انهما ضابطان سابقان في الاستخبارات الليبية. وقال المصدر: "اعتقد ان قضية الادعاء تتفكك وان هاردي استقال لأنه لا يريد ان يكون في موقع المسؤولية عندما تنهار القضية". ووجهت لائحة الاتهام الى عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة تهمة تفجير طائرة الركاب الاميركية التابعة لشركة "بان اميركان" في 20 كانون الأول ديسمبر 1988 فوق بلدة لوكربي في اسكتلندا ما أدى الى قتل 259 شخصاً كانوا على متنها و11 شخصاً على الارض. ومعظم القتلى من الاميركيين. ولم يعين بديل لهاردي، وسيشغل المنصب على الأرجح، الوكيل العام كولين بويد، وهو وفقاً للقانون الاسكتلندي الرجل الثاني بعد النائب العام. وكولين من الشخصيات البارزة في جهاز الادعاء. وقال روبرت بلاك استاذ القانون في جامعة ادنبرة ل"رويترز": "اذا تولى بويد المنصب فعلاً فإن دوره في القضية سيكون أقل من الدور الذي كان سيضطلع به هاردي". وأضاف اقارب بريطانيون لضحايا الطائرة انهم يأسفون لاستقالة هاردي. وقال جيم سواير الذي كانت ابنته فلورا بين القتلى: "نأسف لاستقالته لأنه كان دائماً على اتصال جيد بعائلات الضحايا وساعد في التوصل إلى حل بإجراء المحاكمة في بلد ثالث وفقاً للقانون الاسكتلندي". وجاءت استقالة هاردي بعد اسابيع من تقارير في وسائل الاعلام أشارت الى ان وضع الادعاء ينهار بعدما قال شاهد رئيسي ان اقواله الاصلية غير دقيقة. ووصفت أدلة رئيسية بأنها مشوبة بالأخطاء. وقال مراقبون إن الجانب الأكبر من المشكلة مصدره محاولة إقامة الدعوى بعد عشر سنوات من تفجير الطائرة. ويجوب محامو المتهمين العالم لتسجيل اقوال الشهود الذين يشكلون الاساس في اقامة الدعوى. وتقول مصادر قضائية ان الاتهامات البريطانية تنص على ان القنبلة بدأت رحلتها في مالطا وواصلت الرحلة عن طريق فرانكفورت ولندن الى ان تم تفجيرها فوق لوكربي. وجاء في تقرير نشرته صحيفة "سكوتلاند اون صنداي" ان شاهداً رئيسياً يدعى عبدالمجيد جعايكة ادلى إلى محامي الدفاع بأقوال متناقضة مع ما حصلت عليه السلطات الاميركية قبل سنوات. وجاء في التقرير أيضاً ان صاحب متجر في مالطا نقل الى هولندا في اواخر العام الماضي لكي يحضر عرضاً للتعرف إلى المتهمين لكنه فشل في ذلك.