كامب زايست هولندا - رويترز - لفت حال ترقّب محاكمة لوكربي أمس الاثنين بعدما تسبب الإدعاء الاسكتلندي في إرجاء جلسات المحاكمة بسبب تلقيه معلومات "بالغة الحساسية" تتعلق بقضية تفجير الطائرة الأميركية فوق لوكربي سنة 1988. وكان يُتوقع أن ينهي الادعاء مرافعته يوم الجمعة أمام محكمة كامب زايست. وعلى رغم قبول هيئة المحكمة الاسكتلندية تأجيل المحاكمة، إلا ان جلسة اليوم الثلثاء ستستمر وسيستجوب الادعاء فيها أربعة من شهود الاثبات غير الرئيسيين. أما شهادة محمد ابو طالب، وهو فلسطيني مدان بتهمة الارهاب ومسجون في السويد، فإنه لن يُستجوب قبل عودة المحكمة الى الإنعقاد في 17 تشرين الأول اكتوبر الجاري، على أقل تقدير. وقال اللورد كولين بويد، كبير المدعين، ان فريقه حصل على معلومات بعد ظهر الاربعاء الماضي من "دولة اجنبية ليست الولاياتالمتحدة"، وان هذه المعلومات تتصل بقضية لوكربي. واضاف: "القضية ... ذات قدر من التعقيد وحساسة الى درجة كبيرة. انها معلومات الدولة الأجنبية لا ترتبط بقضية التاج الادعاء الاسكتلندي بل بقضية الدفاع. الاستفسارات حول هذه المعلومات مستمرة. ومن المرجح - لا من المحتم - ان أخلص الى ضرورة اطلاع الدفاع على المعلومات". وأوضح بويد انه اطلع على هذه المعلومات الجديدة يوم الخميس وبدأ الجمعة استفسارات "عالية المستوى جداً" وأعاد مراجعة ما خلص اليه في مطلع الاسبوع. واستطرد قائلاً: "آسف جداً لما سببته من ازعاج. كما آسف أيضاً لعدم تمكني من تقديم مزيد من التوضيح في الوقت الراهن لاسباب هذه الخطوة". واشار فقط الى ان المعلومات تتعلق ب "الدفاع الخاص" عن المتهمين وأيضاً استجواب الدفاع للشهود. ورفض تقديم مزيد من التفاصيل. كذلك رفض ناطق باسم الإدعاء تقديم أي معلومات أخرى. ويزعم الإدعاء في قضية لوكربي ان الليبيين عبدالباسط المقرحي والامين خليفة فحيمة استغلا عملهما في شركة "الخطوط الجوية الليبية" في مطار لوقا في مالطا وزرعا قنبلة على متن طائرة متجهة الى فرانكفورت. كذلك يزعم ان القنبلة نقلت الى طائرة شركة "بان اميركان" في الرحلة الرقم 103 التي انفجرت فوق لوكربي اسكتلندا يوم 21 كانون الاول ديسمبر 1988 مما ادى الى مقتل 270 شخصاً. ويهدف الدفاع الذي يسعى الى اثارة "قدر معقول من الشكوك" لدى القضاة الاسكتلنديين الذين ينظرون في القضية، الى الصاق تهمة تفجير الطائرة الأميركية بالجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني. وقدّم محامو الدفاع لدى بدء المحاكمة في أيار مايو الماضي "دفاعاً خاصاً" جادلوا فيه بأن تفجير الطائرة قامت به عناصر من الجبهتين أورد الدفاع أسماء عشرة منهم. ولا يحتاج الدفاع حتى يكسب القضية الى اثبات التهمة على أحد. ويكفيه ان يثير شكوكاً لدى القضاة بصحة نظريته المثيرة للجدل، لتسقط قضية الإدعاء المرفوعة على المقرحي وفحيمة. واستمعت المحكمة يوم الجمعة الى شاهد كردي سافر على متن الطائرة المنكوبة في الجزء الاول من رحلتها من فرانكفورت الى لندن. وقال الشاهد انه كان في زيارة لخطيبته وأسرتها. لكن محامي الدفاع قالوا ان الشرطة وجدت في مفكرته عنوان جماعة فلسطينية ارهابية دهمت السلطات الألمانية مقرها في تشرين الاول اكتوبر 1988 قبل تفجير لوكربي بنحو شهرين. كذلك قالوا ان موظفين في شركة "بان اميركان" في فرانكفورت لاحظوا انه كان متوتراً للغاية اثناء انهاء اجراءات الرحلة الى لندن. وورد إسم الفلسطيني ابو طالب مثلما ورد اسم الشاهد الكردي من بين اسماء شهود النفي الذين استدعاهم الدفاع. لكن الادعاء استدعاهما كشهود إثبات أيضاً. ويقضي ابو طالب حكماً بالسجن في السويد.